اللهم إني أسألك يا الله يا الله يا أول يا آخر يا أحد بغيب الهوية الذي استأثرت بعلمه الذي هو اسمك الأعز أن تصلي على مستودع سرك، ومستقر أمرك، كنز الحقائق الحامل لتجليك الأعظم، أول ملب لدعوتك، وأسبق منقاد لأمرك، الحد الأوسك، روح كل كائن، النور الذي به ظهر وجودك، وانصدع فجر ليل الغيب في آفاق التنزلات إلى أن صار الأول آخراً، والباطن ظاهراً، صلاتك التي بدوامها يستمد القلم، ويجري في اللوح بما أنت به أعلم، صلاة بها تنبسط رحمتك التي وسعت كل شيء، على أسرارنا وعقولنا وقلوبنا وأرواحنا ونفوسنا وعلى كل شيء منا حتى نتأهل لرؤيته، ونغرق في بحار محبته، وعلى آله وصحبه.
اللهم يا هو يا هو يا هو أسألك خاضعاً ذليلاً بالهوية التي هي قائمة بكل هوية، بل هي هية، أن تصلي على الحقيقة المحمدية، صلاة خصوصية قدسية، تمتد منها رقائق لطفانية إلى حقيقتي الروحانية، فتردها إلى حقيقتها الأصلية، رجوع البعضية إلى الكلية، حتى نفنى في محاسنها الجمعية، وتلتذ بأذواقها الشهدية الوصلية، وفي مقاماتها الصدقية الشهودية، لا إله ألا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
اللهم مالك يوم الدين المؤمن المهيمن، صلَّ على سيدنا محمد صلاة تملأ الأكوان أنوارها وتمد الأدوار أسرارها، وتنبت المحبة والمعرفة في أراضي قلوبنا الجدبة أمطارها، صلاة من حضرة ذاتك، ونور أسمائك وصفاتك، تنجذب بها إليه رقائقنا انجذاب الحديد للمغناطيس، وتنجلي عن لطائفنا ما غشيها من ظلم الحناديس، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
اللهم يا سميع يا سريع يا سلام، أسألك بسر سيدنا محمد، وبعقل سيدنا محمد، وبروح سيدنا محمد، وبقلبي سيدنا محمد، وبذات سيدنا محمد، وبجسد سيدنا محمد، وبشان سيدنا محمد كله، أن تصلي على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، الصلاة التي أنت أهل إهدائها، وهو أهل قبولها، كما صليت عليه صلاة انتشر به الطي، وصار للوجود بها فيّ، وتدرج في المظاهر إلى ذاته الذي هو عرش استواء الكمال فأعرب بجوامع كلم ليس معها عيّ، ولا ليّ، عن كل شيّ، وسلم تسليما.
اللهم وأسألك يا قريب يا قيوم يا قدير، بما تعلمه من جلالك وجمالك وكمالك، وشأنك كله، أن تصلي على محبوبك الأول، ومحبك الأكمل، الذي اصطفيته لفتح أقفال جودك، واجتبيته لوضع أسرار وجودك، صلاة جمالية أنبساطية تتشعشع في قلوبنا وأرواحنا ونفوسنا أنوارها، وتمتزج بكليتنا وأسرارنا أسرارها، وتنشلنا من الأحوال إلى مرتقى الكمال حقائقها، وتجذب لطائفنا إلى الاستغراق في ذلك الجمال رقائقها، حتى ننصبغ بالفناء في أحدية وجوده، ونستقر خالدين في جنة شهوده، الذي لا ظمأ بعد وروده، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
اللهم وأسألك يا كافيء يا كفيل يا كبير، بكلمتك العليا التي برز عنها كل كائن بل بأحدايتك التي لا ثبوت معها لسواك، إلا من حيث إثباتك، أن تصلي على مجلاك الأتم، المتلقي نور القدم، على ما فيه من الكمال الأعم، بإدامة إفاضة مددك، وعلى آله وصحبه صلاة تحبها يدوم بها جودك، على كل أهل وجودك، ويستقر بها في مركز ظلمانية عوالمنا، وسفلية أطوارنا، جاذب نوراني، ومزعج شوقاني، إلى حيث يبقى الباقي، ويفنى الفاني، لا إله إلا الله يفني العبد ويبقى الله (ثلاثاً) .
اللهم يا حي حين لا حي في ديمومية ملكه وبقائه، ويا حق ويا حكيم أسألك بك، ولا أعظم من سواك بك، أن تزيد الحقيقة المحمدية إمداداً يليق باسمك الجامع، وعطائك الواسع، حتى تتسع فلإفاضة على الأنهار المستمرة، من عذب بحورها الممدة لأشجار العوالم بمعين رحمتك التي وسعت كل شيء، صلاة نستعد بها، لإرواء قلوبنا العطاش من مشاهدة جمال وجهه الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أفضل الصلاة وأزكى التسليم.