للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السيد الذي لساني مرتهن حمده وجفاني مستودع سره سيدي إبراهيم الراحي بعد إهداء السلام وأداء ما يجب لكم من الإعظام فأقسم بمن فضلك على أبناء جنسك وجعل يومك في الفضل مربئاً عن أمسك ما من يوم إلا ولي فيه لعلاك ذكر وحمد وشكر وهم بلقائك وفكر لما شرفت به من خلالكم وبديع كمالكم وكنت أبقاك الله لاغتباطي بولائك وسروري بلقائك أود أن أطوي لك المرحلة وأجدد العهد بملقاتك المؤلمة ولم يكن همي مع فراغ البال وإسعاف الآمال ومساعدة الأيام والليال إذا الشمل جميع والزمن كله ربيع والدهر مطيع وسميع إلا زيارتكم وأن أرى الأفق الذي طلعت فيهأنجم الهداية وكانت إليه العودجة ومنه البداية فلما حم الواقع وحسنت منه المواقع حجبتم بروقكم ومنعتم عنه صبوحكم وغبوقكم [الوافر]

يريد المرء أن يؤتى مناه ... ويأبى الله إلا ما يشاء

وقد كنت على البعد ظمآناً لهذه الموارد فها أنا الآن في جواركم رائدفكيف أنصرف انصراف الظمآن شارف العذب الزلال فلم يشرب أو المحب نوى ساعة اللقاء فما أبان ولا أعرب وقد كنت زمن تجمعني وإياكم الحضرة السلطانية على معرفتك متهالكاً ونهج الإخاء سالكاً لما يلوح على محياك من سيماء المجد والحيا والشيم الدالة على العليا والمحبة رعاكم الله لا يتوقف على طول مشاهدة طرف ولا مباشرة حسن ولا ظرف وفضلكم يأبى أن يقابل هذه الحجة بصرف أو يبعد من إنكاره على حرف وهي وإن كانت دعوى فلها إسناد إلى قوله "الأرواح أجناد" وطالما قبض محبكم العنان وزجر البنان وأمل اللقاء وحوم وعرج على طالب الصبر ويمم ولم يجد إلا الصعيد فتيمم فأصدرت هذه متوسلة بوسيلة الحب الصحيح والتعريض إلى التصريح قائلة: زيارة سيدي الشيخ أبقاه الله محط الآمال وقبلة الوجوه وبلغه ما يؤمله من فضله ويرجوه تجب من وجوه.

أولها: أنك شيخ البلد ومفتي الفئة التي أنست برورها الأهل والولد.

[الطويل]

ولا عيب فيهم غير أن ضيوفهم ... تلام بنسيان الأحبة والوطن

ثانيها: كوني ضيفاً وممن لا يعد عند الاختبار زيفاً ولا تجر مؤانسته حيفاً فضلاً عن أن تشرع رمحاً أو تسل سيفاً.

ثالثها: رعاية الرحم بالصلة والتي هي لكل خير موصلة وقاعدة الفضل قد قررها الحق وأصلها والرحم كما علمتم تدعو لمن وصلها.

رابعها: أن الاهتزاز للضيف يقتضيه القدر السمي والخلق العلمي وفضل متواتر نقله عمن رضي دينه وعقله.

خامسها: أن اسمك الأسمى يقتضي الإكرام ووصفك كفيل بنيل المرام.

سادسها: البدء في هذا الغرض وإن كانت الواو لا ترتب إلا بالعرض هو المشاركة في محبة المولى المرحوم فلقد كنت منه كالولد البار كما كان له بكم غاية الاحتفال والاعتبار.

<<  <   >  >>