واعلم بأنك يا كمال هلاله ... بدر اهتداء نزله لا يقعد
ما الفخر إلا ما اكتسبت وإنما ... درجُ المعالي بعدكم لا تصعد
خذوها كوجه الأفق وشّاه الدجى ... وبهامهِ عقدُ النجوم منضَّد
فإنما تلك السطور مجرَّةٌ ... وكأن ذاك النقطَ منها الفرقد
وإذا رفيعُ الشَّعرِ باهي شعرها ... فلها بمدحك مدحة لا توجد
فسواك يعلو بالقريض ثناؤهُ ... وبك القريض ثناؤه يتأيَّد
وإذا مددتَ لها اليمين تحيةً ... ورضيتها فهو المنى والمقصد
فابذل لها مهرَ القبول ودم لها ... فبقاك للموجود عيشٌ أرغد
وانحل أباها دعوة من نحوكم ... فبها على رغم الليالي يسعد
وقد قام بخطة رئاسة الفتوى، وزانها بالعلم والتقوى، وكتب في الفتاوى كتائب محفوظة بين اهل العلم، منها رسالة ألفها أواخر سنة خمس وستين في الإعذار، رفع فيها الستار، وكشف النقاب عن دقائق الأنظار. ولذلك قرظها شيخ الإسلام الشيخ محمد بيرم الثالث بقوله: [الكامل]
نسختْ بحكمة حكمها الأنظارُ ... رفعَ النزاع وحققَّ الإمعذار
وخزائن التحقيق مهما فتَّحتْ ... برزت لها من طيها الأنوار
ما كنت أحسب قبل ذوق زلالها ... أنّ النهي تبدو بها أقمار
حكم الضمير بأنَّ ناظم درِّها ... عدمتْ له الأشباه والأنظار
لو ساغ إخراج الضمير لنسخة ... من حكمه ظهرت بها الآثار
لكننا في غنية عن ذاك إذ ... مطلوبنا فازت به الأنصار
فهو الإمام وكل فحل دونه ... علم الهدى للناس منه فخار
وهو الكبير يود كل موفق ... ختمت بنور علومه الأعصار
وقرظها تلميذه المفتي الثالث يومئذ الشيخ محمد بيرم الرابع بقوله: [الكامل]
خضعت لعزَّةِ قدرها الأقدارُ ... وتضاءلت لسموها الأقمار
وبدت على هام العلا تاجاً له ... درر أجادت نظمها الأفكار
حسناء حسب ذوي النهي أن ينصتوا ... لحديثها الإذعان والإقرار
لكن وإن وصفت بكل فضيلة ... فوليها عدمتْ له الأنظار
هو ذلك العلمُ الذي ركب العلا ... وله على صهواتها استقرار
جبل العلوم وبحرها ومنارها ... وزعيمها وسحابها المدرار
يا من يجل عن المدائح قدره ... ولوَ أنَّها درر غلت ونضار
أبتِ العالي أن ترى ثانياً ... وتكفلت بمرادها الأقدار
فلذاك لحتَ وأنت مفرد أفقها ... ومنيرها الأعلى ولا إنكار
زال فكرك مبدياً لجواهرٍ ... في نيلها تتنافس الأحرار
ومن رسائله تحريره لمسألة إراقة خمر المسلم وتعقب الخلاف الذي وقع في تفضيل الحكم بالنظر لتطهيرها بالتخليل ونحوه مما استدركه الشيخ أبو مهدي عيسى الغبريني على الشيخ الشبيبي رضي الله عنهم.
وله رسالة في تمكين من امتثل دفع بعض دين عليه وادعى في باقية لدى قاض مالكي من المطلوبية والتنقل بالنزلة إلى قاض حنفي.
ورسالة في إثبات حق الحضانة للحاضنة ولو التزم الولي بالنفقة من مال نفسه.
ورسالة أجاب بها الشيخ محمد المسعودي قاضي رأس الجبل عن مسألة من استدعي للحلف على المصحف فقال: ائتوني به وأنا أعفس عليه بساقي وأنه لا تلزمه الردة، حيث أن مراده أنه حالف على الحق.
ومسألة مجاعلة وكيل الخصام بأجر معين على إتمام النازلة، وبسط في المسألتين بسطاً شافياً.
ورسالة في المأجل المشترك.
وله أجوبة أسئلة كثيرة. منها: جواب في شفعة شريك ادعى شريكه وقوع القسمة.
وجواب في الفرق بين الحمار الأهلي والحمار الوحشي.
وجواب في سطح الجامع وبيان ما يخالف فيه الجامع وما له حكمه.
وجواب فيمن نسي تكبيرات العيد ولم يأت إلا بتكبيرة الإحرام.
وجواب أجاب به الأمير حسين باي في جواز معاوضة العقار بالدرهم وجواز تحويل أبواب المساجد لمراعاة مصلحة.
وله اجوبة مسائل وردت إليه من غدامس، ومسائل وردت إليه من نواحي سوف، ومسائل أجاب بها قاضي الحضرة الشيخ محمد بن سلامة، ومسائل أجاب بها كثيراً من قضاة المملكة وغيرها من أفراد السائلين بحيث أن مجموعها يعد من عزيز الفتاوي وهو رضي الله عنه يميل في كتائبه للاختصار وتحرير ما به الحاجة في المسألة.