للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعمري ليست بأول نعمى ... كنت مولي ظهورها للأنام

فجزاك الإله خير جزاء ... مشرق بدؤه بحسن الختام

وابق يا بدر في سماء المعالي ... مستدام السنا مصون التمام

والقصيدة الثانية من إنشاء الشاعر الماجد الفصيح الأكتب الشيخ محمد الباجي المسعودي، وهي قوله: [الكامل]

وجه التهاني اليومَ أصبحَ مسفراً ... والكونُ أشرقَ والفضاءُ تعطرا

والسعدُ حيا والمسَّرة أقبلت ... والأفق كلَّله السرورُ كما ترى

وبتونسَ الإيناسُ أسفرَ صبحه ... واهتزَّ روض الصالحات ونوَّرا

وبدا بإبراهيمَ برءُ همومنا ... شيخِ الشيوخ القطب مصباحِ الورى

ركن الشريعة فخر ملة أحمدٍ ... صدر الثقاب الكمَّل الشمَّ الذُّرى

علم الألى بثُّوا العلوم وخير من ... قدْ أمَّ محراباً ونوَّرَ منبرا

يجلو دجى الإشكال ثاقب فهمه ... فتراه بعد اليأس أصبح نيرا

ويجيلُ في النكت العويصة ذهنه ... فيشقُّ كوكبه العجاجَ الأكدرا

ويبينُ أسراراً تكاد لحسنها ... حقاً تباع بها النفوس وتشترى

أشهى على الأسماع من نيل المنى ... وألذُّ في الأجفان من سنة الكرى

كم قد لبسنا من مصوغ عقودها ... درَّا نفيساً في الرقاب وجوهرا

وكم اقتطفنا من أزاهرِ روضها ... حتى لبسنا العيش ثوباً أخضرا

وبدرستك (الجعفيَّ) كم أوضحت من ... نكتٍ تدقُّ عن العيان فما ترى

وسلكت منه مهامهاً وتنائفاً ... يضحى الخبيرُ لبعضها متحَّيرا

وسريت ذا جدَّ لحل رموزه ... والآن حان بختمه حمدُ السُّرى

فلك الهناءُ مقدماً ولنا بكم ... ولمن يخصُّك بالوداد وللورى

وجزاك ربك خير ما جازى به ... وأطال عمرك كيف شئت وأكثرا

وإليك من جهد المقلَّ محوكة ... من خاطر منع العنا أن يخطرا

وقريحة خمدت ودهر غالني ... من غوله ما صد عن أن نبصرا

بلغ الزّبى تياره فاسمح بما ... ينجي الغريق وكن أجلَّ من اشترى

فإذا مددت ودودكم بادعائكم ... أعددت منه إلى المعاند عسكرا

وبلغت آمالي لصدقِ طويتي ... فيكم، وعشتُ مملئاً لن أحذرا

لا زلت في أفق السعادة نيراً ... تجلو بهمتك المهم الأكبرا

والقصيدة الثالثة من إنشاء ولده العالم الأديب المدرس الشيخ علي الرياحي وهي قوله: [الطويل]

تبلَّج في أفق الهدى طالع السعد ... كسي حللُ الإسعاد واليمن والرشدِ

وفاح شذا مسك يفوق ختامه ... نسيم الصبا بالعطرِ أو فوحة الندَّ

أو الروض إذ يزهو بحسن ابتسامة ... فيحيا بريحان الأزاهر والرند

وأسفرتِ الأيام عن وجه بشرها ... كما أسفر المحبوبُ عن وردة الخد

ذكرتُ بذا عهد الصَّبا وغرامه ... وما قد رشفنا في الثغور من الشهَّد

رعى الله تلك الغانيات ولا أرى ... سوى أنهنَّ الحورُ من جنةِ الخلد

لهن جبينٌ كالصباح بياضه ... يلوح سناه تحت فاحمِ مسودَّ

وحاجبهن السيفُ لكن إذا جنى ... فليس قصاص يلزمُ الحرَّ في العبد

وقد نثر الخيلان من حبر عنبرٍ ... بديع جمال لك يكنْ خطّ بالأيدي

لك الله ما أحلى التغزل في الهوى ... وأحسن منه مدحة العلمِ الفرد

إمام أغر الوجه كالشمس في الضحى ... وكالزهرة الحسناء في دوحة المجد

إمام إذا ما كنت في روض درسه ... رأيت نفيس الدرَّ ينظم في العقد

إمام لوَ أن الله يهدي بنوره ... لكن جميعُ الناس من نوره مهدي

ترى رأيه كالسيف في كل حادثٍ ... ورأى سواه لا يعيد ولا يبدي

له رتبة لو حاول البدر نيلها ... لكانت عن الإدراك في حيَّز البعد

غدا مثلاً بالحلم والعلم والتُّقى ... كمالك والبصريَّ كالأحنف السعدي

ألا يا أبا إسحاق والفاضل الذي ... مزاياه قد جلَّت عن الحصر والعدَّ

إليك من السحر الحلال قصيدةً ... تأنق في إتقان صنعتها جهدي

خدمت بها يوم الختام لعلني ... أقابلُ بالرضوان منك وبالودَّ

ودمت مناراً في الشريعة هادياً ... تبلَّغُ من كل المنى منتهى القصد

<<  <   >  >>