للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* أما من قال بأن أقل الحيض يوم وليلة فاحتجوا:

١ - ببعض الآثار، كالذي رواه الدَّارِمِيّ عن عَطَاء (١) قال: «أدنى الحيض يوم» (٢) ولا حجة في قول أحد غير المعصوم -صلى الله عليه وسلم-، فإن كلام غيره يستدل له لا به، وقد يكون إخبار عَطَاء -رحمه الله- عن ذلك من جهة الوقوع.

٢ - وقالوا: إنه أدنى ما قيل فيكون إجماعًا، وليس كذلك، فإن مالكًا يقول بالدَّفعة في العبادة، وهي رواية عن أحمد.

٣ - وقالوا: إنه لم يقع دونه، وليس كذلك، فقد روي عن الأوزاعِيّ (٣) قال: «عندنا امرأةٌ تحيض غُدْوةً وتطهر عَشِيَّة» (٤).


(١) هو: عَطَاء بن أسْلَم بن صَفْوان الجُنْدِيّ ابن أبي رَبَاح، صاحب كرسي الإفتاء في مكة في زمن التابعين، فقيه مفسر، من التابعين، ولد في جند باليمن سنة ٢٧ هـ، ونشأ بمكة، فكان مفتي أهلها ومحدثهم، سمع من الجمع من الصحابة منهم جابر بن عبد الله وابن عباس وابن الزبير وأخذ عنه العلم جمع من التابعين وأتباع التابعين، وتوفي -رحمه الله- بمكة سنة ١١٤ هـ. راجع ترجمته في: «طَبَقَات الفُقَهَاء» (١/ ٥٧)، «وَفَيَات الأعْيَان» (٣/ ٢٦١)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (٥/ ٧٨).
(٢) «سُنَن الدَّارِمِيّ» كتاب الطهارة، باب في أقل الحيض (١/ ٢٣١).
(٣) هو: أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يَحْمَد الأوزاعِيّ، من قبيلة الأوزاع، سابع السبعة الذين هم الأئمة الأربعة، والليث وسفيان، بالإضافة إليه، إمام الديار الشامية في الفقه والزهد، وأحد الكتاب المترسلين، ولد في بعلبك سنة ٨٨ هـ، وسكن بيروت وتوفي -رحمه الله- بها سنة ١٥٧ هـ، وعرض عليه القضاء فامتنع، له كتاب السُّنَن في الفقه، والمسائل، ويقدر ما سئل عنه بسبعين ألف مسألة أجاب عليها كلها، وكانت الفتيا تدور بالأندلس على رأيه، إلى زمن الحكم بن هشام. راجع ترجمته في: «طَبَقَات الفُقَهَاء» (١/ ٧١)، «وَفَيَات الأعْيَان» (٣/ ١٢٧)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (٧/ ١٠٧)، «شَذَرَات الذَّهَب» (١/ ٢٤١).
(٤) «المُحَلَّى» لابن حَزْم (١/ ٤١٠).

<<  <   >  >>