للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنها (الحِذْق) لاحتياجه إلى حذقٍ قويٍّ ... قال الجَوْهَريّ -رحمه الله- (١): وكلُّ حاذقٍ طَبِيبٌ عند العرب. قال أبو عبيدة (٢): أصل الطب: الحِذق بالأشياء والمهارة بها. يقال للرجل طبٌّ وطبيب إذا كان كذلك، وإن كان في غير علاج المريض. قال غيره: ورجل طبيب أي: حاذقٌ، وسُمِّيَ طبيبًا لحِذقه وفِطنته. وأما في اصطلاح علماء الطب فهو: علمٌ يعرف منه أحوالُ بدن الإنسان من جهة ما يصح، ويزول عن الصحة، لتُحفَظ الصحة حاصلة، وتُستَردَّ زائلةً» (٣).

ومن أجمل ما وصف به الطب ما ذكره العز بن عبد السلام (٤) -رحمه الله- حيث قال: «فإن


(١) هو: أبو نصر إسماعيل بن حَمَّاد الجَوْهَرِيّ، لغوي من الأئمة، أصله من فاراب ودخل العراق صغيرا، وسافر إلى الحجاز فطاف البادية، وعاد إلى خُراسان، ثم أقام في نَيْسابُور. أشهر كتبه الصِّحَاح، وله كتاب في العَروض، ومقدمة في النحو. توفي: سنة ٣٩٣ هـ. راجع ترجمته في: «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (١٧/ ٨٠)، «طَبَقَات الشَّافِعِيَّة» لابن قاضي شُهْبَة (١/ ٢٦٢ - ٢٦٥)، «شَذَرَات الذَّهَب» لابن العِمَاد (٣/ ١٤٢، ١٤٣).
(٢) هو: أبو عبيدة مَعْمَر بن المُثَنَّى، التَّيْمِيّ، مولاهم، البَصْرِيّ النَّحْوِيّ اللُّغَوِيّ، يقال: مولى بنى عبيد الله ابن مَعْمَر التَّيْمِيّ من كبار أتباع التابعين. توفي: سنة ٢٠٨ هـ، روى له البخاري تعليقا وأبو داود. قال المبرد: كان هو والأصمعي متقاربين في النحو، ولكن قال ابن قتيبة: كان الغريب وأيام الغريب أغلب عليه، قال فيه ابن حَجَر: صدوق أخباري، وقد رمي برأي الخوارج. وقال الذَّهَبِيّ: ثقة. راجع ترجمته في: «تَهْذِيب الكَمَال» (٢٨/ ٣١٦)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (٩/ ٤٤٥)، «تَذْكِرَة الحُفَّاظ» (١/ ٣٧١).
(٣) «الأحكام النبوية في الصناعة الطبية» لعلاء الدين الكَحَّال (ص ٢٥).
(٤) هو: عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السُّلَمِيّ الدِّمَشْقِيّ، الفقيه الشافعي الأصولي الفذ، الملقب بسلطان العلماء، ولد سنة ٥٧٧ هـ في دمشق ونشأ بها، تولى الخطابة والتدريس بزاوية الغَزاليّ، ثم الخطابة بالجامع الأُمَوِيّ. توفي: بالقاهرة سنة ٦٦٠ هـ. من كتبه: «التفسير الكبير» «الإلمام في أدلة الأحكام» «قواعد الشريعة» «الفوائد» «قَوَاعِد الأحْكَام»، «ترغيب أهل الإسلام في سكن الشام»، «بداية السول في تفضيل الرسول». راجع ترجمته في: «طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الكُبْرَى» للسُّبْكِيّ (٨/ ٢٠٩)، «طَبَقَات الشَّافِعِيَّة» لابن قاضي شُهْبَة (٢/ ١٠٩).

<<  <   >  >>