للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن الفقهاء، وهو الذي صححه أبو إسحاق المَرْوَزِيّ والقَفَّال وإمام الحرمين والبَغَوِيّ والغَزاليّ وألحقوا بلبنِها ولحمِها بيضَها وفي معنى الجلالة ما يتغذى بالنجس كالشاة ترضع من كلبة» (١).

قول السادة الحنابلة - رحمهم الله:

قال ابن قُدامة -رحمه الله-: «قال أحمد: أكره لحوم الجلالة وألبانها. قال القاضي (٢) في «المجرد»: هي التي تأكل القذر، فإذا كان أكثر علفها النجاسة، حرم لحمها ولبنها، وفي بيضها روايتان. وإن كان أكثر علفها الطاهر، لم يحرم أكلها ولا لبنها. وقال ابن أبي موسى (٣): في الجلالة روايتان؛ إحداهما: أنها محرمة. والثانية: أنها مكروهة غير محرمة. وهذا قول الشافعي. ورخص الحسن في لحومها وألبانها؛ لأن الحيوانات لا تنجس بأكل النجاسات، بدليل أن شارب الخمر لا يحكم بتنجيس أعضائه، والكافر الذي يأكل الخنزير والمحرمات، لا يكون ظاهره نجسا، ولو نجس لما طهر بالإسلام، ولا


(١) «فَتْح البَارِي» لابن حَجَر (٩/ ٦٤٨).
(٢) هو: أبو يَعْلَى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفَرَّاء، القاضي، عالم عصره في الأصول والفُرُوع وأنواع الفنون، له تصانيف كثيرة، منها: «الكفاية في أصول الفقه»، و «أحْكَام القُرآن»، و «العدة في أصول الفقه»، و «المجرد» فقه على مذهب الإمام أحمد، وغير ذلك، وكان شيخ الحنابلة. راجع ترجمته في: «تاريخ بغداد» (٢/ ٢٥٦)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (١٨/ ٨٩)، «المَقْصد الأرْشَد» (٢/ ٣٩٥).
(٣) هو: أبو علي محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي، قاض من علماء الحنابلة، من أهل بغداد مولدًا ووفاة، ولد سنة ٣٤٥ هـ، وكان أثيرًا عند القادر بالله والقائم بأمر الله العباسيين، له حلقة في جامع المنصور، توفي سنة ٤٢٨ هـ، وصنف كتبًا منها: «الإرشاد» فقه و «شرح كتاب الخرقي». راجع ترجمته في: «طَبَقَات الفُقَهَاء» (١/ ١٧٤)، «المَقْصد الأرْشَد» (٢/ ٣٤٢)، «شَذَرَات الذَّهَب» (٢/ ٢٣٨).

<<  <   >  >>