للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك العوائد خلاف الإجماع وجهالة في الدين، بل كل ما هو في الشريعة يتبع العوائد يتغير الحكم فيه عند تغير العادة إلى ما تقتضيه العادة المتجددة، وليس ذلك تجديدا للاجتهاد من المقلدين حتى يشترط فيه أهلية الاجتهاد، بل هي قاعدة اجتهد فيها العلماء وأجمعوا عليها، فنحن نتبعهم فيها من غير استئناف اجتهاد» (١).

• وقال القَرَافِيّ -رحمه الله- (٢): «فإن الأحكام المُرَتَّبة على العوائد تتبع العوائد وتتغير عند تغيرها فتأمل ذلك» (٣).

• وحكي عن الإمام ابن أبي زيد القَيْرَوانِيّ -رحمه الله- (٤) صاحب «الرسالة» المشهورة في فقه المالكية، أن حائطًا انهدم من داره، وكان يخاف على نفسه من بعض الفئات، فاتخذ كلبًا للحراسة، وربطه في الدار، فلما قيل له: إن مالكًا يكره ذلك، قال لمن كلَّمَه: لو أدرك مالكٌ زمانك لاتخذ أسدًا ضاريًا!


(١) «تَبْصِرَة الحُكَّام» لابن فَرْحُون (٢/ ٧٥).
(٢) هو: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن الصِّنْهاجِيّ القَرَافِيّ من علماء المالكية، أحد الأعلام المشهورين، والفقهاء الأصوليين المدققين، انتهت إليه رئاسة الفقه على مذهب مالك، والقرافى نسب إلى القرافة محلة مجاورة لقبر الإمام الشافعي بالقاهرة وهو مِصْرِيّ المولد والمنشأ والوفاة، توفي: سنة ٦٨٤ هـ، له مصنفات جليلة فى الفقة والأصول منها: «أنوار البروق في أنواء الفروق»، «الإحكام في تمييز الفَتَاوَى عن الأحكام وتصرف القاضي والإمام» «الذخيرة». راجع ترجمته في: «الدِّيبَاج المُذْهَب» (١/ ٦٢).
(٣) «الفروق» للقَرافِيِّ (٣/ ٢٧).
(٤) هو: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن النَّفْراوِىّ القَيْرَوَانِىّ، المعروف بابن أبى زيد، الإمام العلامة القدوة الفقيه، عالم أهل المغرب، من أعيان القيروان، مولده ومنشؤه بها، وكذلك وفاته: سنة ٣٨٦ هـ. كان إمام المالكية فى عصره، يلقب بقطب المذهب وبمالك الأصغر؛ له عدة كتب جليلة، منها: «النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات» «مختصر المُدَوَّنَة» «رسالته المشهورة في فروع المالكية». راجع ترجمته في: «تَذْكِرَة الحُفَّاظ» (٣/ ١٠٢١)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (١٧/ ١٠)، «الدِّيبَاج المُذْهَب» (١/ ٤٩٢).

<<  <   >  >>