للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمع الولد وبصره هذا بعد انعقاده» (١).

٣ - ما جاء من أن عمر -رضي الله عنه- جعل ولدًا بين أبوين، فعن ابن عمر -رضي الله عنه-، أن رجلين اشتركا في ظهر امرأة فولدت فدعا عمر القافة فقالوا أخذ الشبه منهما جميعا فجعله بينهما (٢).

وقال سليمان [بن يسار] (٣): «فأتى رجلان كلاهما يدعي ولد امرأة فدعا عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- قائفا فنظر إليهما فقال القائف لقد اشتركا فيه فضربه عمر -رضي الله عنه- بالدرة ثم قال للمرأة أخبريني خبرك فقالت كان هذا لأحد الرجلين يأتيها وهي في إبل أهلها فلا يفارقها حتى يظن أن قد استمر بها حمل ثم انصرف عنها فأهريقت دما ثم خلف هذا تعني الآخر فلا أدري من أيهما هو فكبر القائف فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للغلام وال أيهما شئت» (٤).

والشاهد أنه أقر القائف ولم ينكر عليه بعد ظهور صوابه. بل إنه في رواية للطَّحَاوِيّ، قال عمر بعد شهادة القائفين بالاشتراك: «إني لا أرد ما يرون، اذهب فهما أبواك» (٥).


(١) «التِّبيَان في أقسَام القُرآن» لابن القَيِّم (١/ ٢٢٢).
(٢) رواه الطَّحَاوِيّ في «شرح معاني الآثار» (٤/ ١٦٢)؛ والبَيْهَقِيّ في «السُّنَن الكُبْرَى» كتاب الدعوى والبينات، باب القافة ودعوى الولد (١٠/ ٢٦٤)، صححه الألبَانِيّ في «إرْوَاء الغَلِيل» (٦/ ٢٦).
(٣) هو: أبو أيوب سُليمان بن يَسَار، مولى ميمونة أم المؤمنين، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان سعيد بن المُسَيَّب إذا أتاه مستفت يقول له: اذهب إلى سليمان فإنه أعلم من بقي اليوم، ولد في خلافة عثمان سنة ٣٤ هـ، وكان أبوه فارسيًّا قال ابن سعد في وصفه: «ثقة عالم فقيه كثير الحديث.» راجع ترجمته في: «طَبَقَات الفُقَهَاء» (١/ ٢٨)، «وَفَيَات الأعْيَان» (٢/ ٣٩٩)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (٤/ ٤٤٤)، «شَذَرَات الذَّهَب» (١/ ١٣٤).
(٤) «سُنَن البَيْهَقِيّ الكُبْرَى» كتاب الدعوى والبينات، باب القافة ودعوى الولد (١٠/ ٢٦٣).
(٥) صححها الألبَانِيّ في «إرْوَاء الغَلِيل» (٦/ ٢٦).

<<  <   >  >>