للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قُدامة -رحمه الله- (١) بشأن التخصيص بدليل الحس: «الأول دليل الحس وبه خصص قوله {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف: ٢٥] خرج منه السماء والأرض وأمور كثيرة بالحس» (٢).

وقال الإمام الغَزالِيّ -رحمه الله- (٣): «والأدلة التي يخص بها العموم أنواع عشرة: الأول دليل الحس وبه خُصِّص قوله تعالى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: ٢٣] فإن ما كان في يد سليمان لم يكن في يدها وهو شيء» (٤).

بل إن أهل السنة يأخذون بدليل الحس في الحكم على صحة الأخبار، وفي ذلك يقول


(١) هو: موفق الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن قُدامة الجَمَّاعيلِيّ المَقْدِسِيّ الدِّمَشْقِيّ الحنبلي، علامة الشام في زمانه، الفقيه الأصولي النظار، شيخ الإسلام، من أكابر الحنابلة، له تصانيف، منها: «المُغْنِي» في الفقه، أحد أجل الكتب في الإسلام وأفضل ما كتب في الفقه المقارن، و «روضة الناظر» في أصول الفقه، و «المُقْنِع» و «الكَافِي» في الفقه وغير ذلك، ولد في جَمَّاعِيل سنة ٥٤١ هـ وتوفي -رحمه الله- في دمشق سنة ٦٢٠ هـ. راجع ترجمته في: «المَقْصد الأرْشَد» (٢/ ١٥ - ٢٠)، و «الأعلام» للزرِكلِيّ (٤/ ٦٧).
(٢) «رَوْضَة النَّاظِر» لابن قُدامة (١/ ٢٤٣).
(٣) هو: أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغَزاليّ الطُّوسِيّ، العالم العامل، العلامة العلم، الداعية إلى الإخلاص وطالبه، اشتغل بالفلسفة ثم تركها وصنف «تهافت الفلاسفة»، ثم اشتغل بالكلام وتركه في آخر عمره وألف «إلجام العوام عن علم الكلام»، متصوف، له نحو مائتي مصنف، أحاط بمذهب الإمام الشافعي، وهو من أصحاب الوجوه فيه، كان آية في الذكاء، مدققًا في الفقه والأصول، لكن لم تكن له عناية بتحقيق الآثار ولم يكن -رحمه الله- من أهل هذا الفن، مولده سنة ٤٥٠ هـ، ووفاته -رحمه الله- سنة ٥٠٥ هـ، من كتبه: «إحْيَاء عُلُوم الدِّين» و «المُنقِذ مِن الضَّلال والمُوصِل إلى ذي العِزَّة والجَلال» في التصوف و «البسيط» و «الوسيط» و «الوجيز» في الفقه و «شِفَاء الغَلِيل» و «المُسْتَصْفَى من عِلْم الأصُول» في أصول الفقه. راجع ترجمته في: «وَفَيَات الأعْيَان» (٤/ ٢٥٧)، «السِّيَر» للذَّهَبِيّ (١٩/ ٣٢٣)، «طَبَقَات الشَّافِعِيَّة الكُبْرَى» (٦/ ١٩١)، «شَذَرَات الذَّهَب» (٢/ ١٠).
(٤) «المُسْتَصْفَى» للغَزالِيّ (١/ ٢٤٥).

<<  <   >  >>