للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويوسف بن ماهك -رحمه الله-: هو المكي، قال في «الكاشف» «ثقة توفي ١١٣ هـ» (١). وفي «التقريب»: «ثقة من الثالثة» (٢). وذكر أنه من رجال البخاري.

وعمر بن واثلة أبو الطفيل -رضي الله عنه- ولد عام أحد كما في التقريب (٣). ورأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-، فهو صحابي لا يحتاج إلى تعديل أحد بعد الله تعالى.

إن سند هذا الحديث إذًا لا مطعن عليه فهو متصل برواية الثقة عن مثله إلى منتهاه، وهو كما أفاد الألبَانِيّ -رحمه الله- على شرط الشيخين، ولكن الألبَانِيّ ترك الحكم على الحديث وتكلم عن السند فقط، ولعله فعل ذلك لأن روايات الحديث الكثيرة الأخرى من طريق أبي الطفيل عن حذيفة ليس فيها ذكر نفخ الروح، ولم أقع على رواية فيها ذكر نفخ الروح إلا تلك التي أخرجها ابن أبي عاصم -رحمه الله-. لذلك فإن زيادة لفظة نفخ الروح هنا شاذة، وعلى أقل تقدير فإن من يرمي بالشذوذ رواية زيد بن وَهْب عن عبد الله بن مسعود التي في البخاري لا يسعه إلا أن يرد هذه الزيادة التي نحن بصددها الآن.

• أما من الناحية الطبية، فإن الحكم بنفخ الروح لا شأن للطب فيه، ولكن هناك إشارات لوقوع ذلك الحدث، ومنها الحركة الإرادية والإحساس، ولقد سبق معنا في المقدمة الطبية أن الحركة تبدأ في وقت مبكر جدًّا، وتكون مركبة كمص الأصابع بعد اثني عشر أسبوعًا؛ ولكن يصعب الجزم بأنها إرادية، وإن ظهرت إشارات نشاط قشرة المخ في ذلك الوقت مما يمكن أن يرجح أن هذه الحركات إرادية. وعند وجود نشاط في قشرة المخ، فإن ذلك يعني إمكانية وجود أحاسيس، وبالفعل، فإن الجنين يتفاعل مع محيطه الخارجي في تلك الأثناء.


(١) «الكاشف» للذَّهَبِيّ (٢/ ٤٠٠).
(٢) «تَقرِيب التَّهذِيب» لابن حَجَر (١/ ٦١١).
(٣) «تَقرِيب التَّهذِيب» لابن حَجَر (١/ ٢٨٨).

<<  <   >  >>