للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك يجب أن يكون شيئًا، لأن الشيء هو الموجود، لأن المشيئة مع القدرة أثرت فيه، أما المعدوم، فلا يصح قيام المعاني به، والعموم والخصوص معنيان لا يقومان به.

قال الطوفي (١): "وإنما ذكرتهما بلفظ "أو" تنبيهًا على الخلاف المذكور يعني الذي في الروضة وإن كان تنبيهًا خفيًّا لأن الخطب في هذا يسير".

وقيل: ليس العام المطلق بموجود، وكذا حكاه في الروضة (٢)؛ لأن "الشيء" لا يتناول المعدوم، و "المعلوم" لا يتناول المجهول. وهذا القول لم يحكه الغزالي مطلقًا. وإنما حكاه من وجه فقال (٣): "واعلم أن اللفظ: إما خاص في ذاته مطلقًا، نحو: زيد، وهذا الرجل، وإما عام مطلقًا كالمذكور، والمعلوم؛ إذ لا يخرج منه موجود ولا معدوم. وإما عام بالإضافة كلفظ "المؤمنين"، فإنه عام بالإضافة إلى آحاد المؤمنين؛ خاص بالإضافة إلى جملتهم، إذ يتناولهم دون المشركين، فكأنه يسمى عامًا من حيث شموله للآحاد، خاصًا من حيث اقتصاره على ما شمله، وقصوره عن ما لم يشمله، ومن هذا الوجه يمكن أن يقال: ليس في الألفاظ عام مطلق، لأن [لفظ] (٤) المعلوم لا يتناول المجهول، والمذكور لا يتناول المسكوت عنه" (٥).


(١) انظر: المصدر السابق.
(٢) انظر: روضة الناظر (٢/ ٦٦٣).
(٣) انظر: المستصفى (٢/ ١٠٦).
(٤) في المخطوط [اللفظ] والتصويب من المستصفى.
(٥) قال الطوفي في شرح مختصره (٢/ ٤٦٣): "قلت: فحاصل قوله: إن كل =