للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(مطلب لا حاكم إلا الله تعالى) (١)

قوله: (الأحكام لا حاكم إلا الله عز وجل، فالعقل لا يحسن ولا يقبح ولا يوجب ولا يحرم عند أكثر أصحابنا وقال أبو الحسن التميمي العقل يحسن ويقبح ويوجب ويحرم).

الأحكام: جمع حكم، والمراد بها هنا الشرعية. والحكم الشرعي يأتي الكلام عليه عند ذكر المصنف له إن شاء الله تعالى، إذا عرف هذا فلا حاكم إلا الله تعالى، لأن الحكم خطابه، فلا حكم ولا حسن ولا قبح ولا شكر ولا مدح ولا ذم إلا بالشرع، والعقل لا يوجب لذاته حسنًا ولا قبحًا ولا مدحًا ولا ذمًّا قبل الشرع ولا بعده، وهذا الذي عليه أكثر أصحابنا منهم ابن عقيل وذكره مذهب أحمد وأهل السنة (٢) والفقهاء (٣) والقاضي، وتعلق


(١) العنوان من الهامش.
(٢) انظر: الواضح لابن عقيل (١/ ٤٣ أ).
(٣) وموقع الخلاف كما سينبه عليه الشارع في كون الفعل متعلق المدح عاجلًا والثواب آجلا هل يثبت بالشرع أم العقل، وانظر مبحث التحسين والتقبيح العقليين في التمهيد لأبي الخطاب (٤/ ٢٩٤ - ٣٠٦)، تحرير المنقول للمرداوي (١/ ١٣٨)، شرح الكوكب المنير (١/ ٣٠١ - ٣٠٣)، المستصفى للغزالي (١/ ٥٥ - ٦١)، الأحكام للآمدي (١/ ٦٦ - ٦٧)، =