للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(مطلب الجن مكلفون في الجملة) (١)

حادثة وقع النزاع فيها بين بعض الفقهاء في سنة ثمان وسبعمائة واستفتي فيها شيخ الإسلام أحمد بن تيمية بالقاهرة وهي أن الجن مكلفون بفروع الدين أم لا؟

فأجاب فيها بما ملخصه أنهم مكلفون بها في الجملة، لكن لا على حد تكليف الإنس, لأنهم مخالفون للإنس في الحد والحقيقة فبالضرورة يخالفون في بعض التكاليف. انتهى (٢).

وما قاله في مخالفتهم في بعض التكاليف ظاهر، فإن بعض الجن قد أُعطي قوة الطيران في (الهواء) (٣) فهذا قد يخاطب بقصد البيت للحج طائرًا بخلاف الآدمي، فإنه ليست فيه تلك القوة فلا يكلف بها.

وذكر ابن حامد في كتابه أن الجن كالإنس في التكليف والعبادات.


(١) العنوان من الهامش.
(٢) انظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (٤/ ٢٣٣ - ٢٣٧ و (٣٠٣ - ٣٠٦ و ١٩/ ١٠ و ٣٥ - ٣٩)، وشرح مختصر الروضة للطوفي (١/ ق ١٧٠ ب)، والبحر المحيط للزركشي (١/ ق ١١٨ أ).
(٣) في الأصل: "الهوى".