للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(مطلب دلالة كونه حجة) (١)

قوله: (دلالة كونه حجة الشرع وقيل: والعقل أيضًا).

إذا قلنا بأنه حجة فهل ثبت ذلك بالشرع أو به وبالعقل؟ قولان أما ثبوته بالشرع وهو الذي قدمه القاضي وغيره فقد تظافرت الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك.

منها: قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} (٢) الآية، وهذا (٣) يوجب اتباع سبيل المؤمنين وتحريم مخالفتهم، فإنه قد توعد على متابعة غير سبيل المؤمنين وليست من جهة المشاقة وإلا كانت كافية.

والسبيل: الطريق، فلو خص بكفر أو غيره كان اللفظ مبهمًا وهو خلاف الأصل، والمؤمن حقيقة في الحي المتصف به ثم عمومه إلى يوم القيامة يبطل المراد وهو الحث على متابعة


(١) العنوان من الهامش.
(٢) سورة النساء (١١٥).
(٣) راجع روضة الناظر ص (٦٧)، وشرح الكوكب المنير (١/ ٢١٥ - ٢١٦)، والأحكام للآمدي (١/ ١٥٠ - ١٥١)، والمحصول (٢/ ١/ ٤٦)، وما بعدها وإرشاد الفحول ص (٧٤ - ٧٦)، والتبصرة للشيرازي (٣٤٩) وما بعدها.