للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يزين الفتى في الناس كثرة عقله ... وإن لم يكن في قومه بحسيب (١)

(واحتج المخالف (٢) بأن قال أجمعنا بأن العقل هو بعض العلوم الضرورية من استحالة اجتماع الضدين وكون الجسم في مكانين والعقلاء في هذا متساوون، والجواب أن العقلاء وإن كانوا في هذا متساوين لكن من عقله أكثر يتدبر دقائق العلوم ويتفكر في الأشياء وليس كل الأجسام تظهر ولا كل ضدين تعرف وإنما الكثير العقل يتدبر ذلك بكثرة عقله) (٣).

تنبيه: ذكر بعض علمائنا أن مراد الأصحاب غير الضروري بل الغريزي والتجربي (٤) وسلم القاضي أن ما يدرك بالحواس لا يختلف ولا يختلف الإحساس، بخلاف العقل فإنه يختلف ما يدرك به وهو التمييز والفكر فلهذا اختلف (٥).


(١) هذا البيت ذكره أبو يعلى في العدة، وذكره الماوردي في أدب الدين والدنيا ص (٢٠) بلفظ:
يزين الفتى في الناس صحة وعقله ... وإن كان محظورًا عليه مكاسبه
وعزاه إبراهيم بن حسان.
انظر: العدة لأبي يعلى بتحقيق المباركي (١/ ٩٩).
(٢) وهم ابن عقيل والأشعرية والمعتزلة كما ذكره المصنف وهو قول الرازي في التلخيص وسليم الرازي في التقريب وابن القشيري وصححه الزركشي. انظر: البحر المحيط للزركشي (١/ ٢٧ ب).
(٣) ما بين المعكوفين نقله الشارح عن التمهيد لأبي الخطاب (١/ ٥٦) مع اختلاف يسير.
(٤) كذا العبارة في الأصل وصوابها (غير الضروري الغريزي بل التجريبي) وذكر الطوفي هذا في شرح مختصر الروضة (١/ ٥٠ أ- ٥١ أ) حيث جمع بين القولين بأن الغريزي لا يختلف والتجريبي يختلف.
انظر: أدبي الدين والدنيا للماوردي ص (٢٠ - ٢٢)، والبحر المحيط للزركشي (١/ ق ٢٧ ب).
(٥) انظر: العدة لأبي يعلى (١/ ١٠٠).