للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأسماء (١) و"عسعس" لإقبال الليل وإدباره (٢)، و"بان" للظهور والخفاء (٣) ونحو ذلك في الأفعال (٤)، وتردد الواو في قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (٥) بين العطف والابتداء (٦)، ومن ثَمَّ اختلف في الوقف.


(١) مثل: الصريم: لليل والصبح، والحيلولة: للشك واليقين، والنّدّ: المثل والضد، والزوج: للذكر والأنثى، والناهل: للعطشان والريان. انظر: فقه اللغة للثعالبي ص (٤١٩).
(٢) معجم مقاييس اللغة لابن فارس (٤/ ٤٣)، القاموس المحيط للفيروزآبادي ص (٥٥٨).
(٣) انظر مادة "بين" في مختار الصحاح للرازي ص (٢٩).
(٤) مثل: قضى: أمر ومنع، وأدبر: ذهب ورجع، وقطع: فتق ورتق. انظر: فقه اللغة للثعالبي ص (٤١٥)، والمصباح المنير للفيومي ص (١٩٣).
(٥) سورة آل عمران (٧).
(٦) الإجمال في هذه الآية بسبب الحروف، مثل: تردد الواو بين العطف والابتداء، والعلماء اختلفوا تبعًا لذلك على معنيين، المعنى الأول: أن الواو عاطفة، أي: أن قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ} معطوف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: ٧] والمعنى أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه فتكون جملة "يقولون" حال. وهذا القول مرويٌّ عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس. والمعنى الثاني: أن الواو استئنافية، أي: ابتدائية، فيكون الوقت على قوله تعالى: {إِلَّا اللَّهُ}، فتكون {وَالرَّاسِخُونَ} مبتدأ، وجملة يقولون خبر، وهذا قول آخر لابن عباس، وعائشة، ومالك بن أنس، والكسائي، والفرّاء، وهو المختار عند الإمام الرازي. ويمكن الجمع بين المعنيين: فالعطف صحيح على أن معنى التأويل، هو التفسير، ولا شك أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه، والاستئناف صحيح على أن معنى التأويل: حقيقة الشيء وما يؤول إليه، وهذا مما لا يعلمه إلا الله. والله أعلم. انظر: التفسير الكبير للرازي (٧/ ١٥٢)، غرائب القرآن للنيسابوري (٣/ ١٢٩)، مناهل العرفان للزرقاني (٢/ ٢٩٣).