للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ظاهرًا، ويحتمل مرجوحًا كـ "أسد". ثم المنطوق (١) إن توقف الصدق أو الصحة على إضمار كقوله عليه السلام.

(رفع عن أمتي الخطأ والنسيان)، فدلالة اقتضاء. وإن لم يتوقف ودلَّ على ما لم يقصد كقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {مِنَ الْفَجْر} (٢) فإنه يعلم منه جواز صوم الجنب بدلالة إشارة.

وغير المنطوق، مفهوم وهو قسمان. موافقة ومخالفة. فالأول: أن يكون المسكوت موافقًا في الحكم ويسمى فحوى الخطاب ولحن الخطاب (٣). وشرطه فهم المعنى المقصود من الحكم في محل النطق، وكونه أولى فلا يثبت في المساوي وهذا أحد القولين، ونقله إمام الحرمين (٤) عن الشافعي وعزاه


(١) غير الصريح.
(٢) قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} ... الآية [سورة البقرة (١٨٧)].
(٣) انظر: التمهيد لأبي الخطاب (١/ ٢٠)، والإحكام للآمدي (٣/ ٦٦)، أصول ابن مفلح (٣/ ١٠٥٩).
(٤) انظر: البرهان للجويني (١/ ٢٩٨). وأما إمام الحرمين فهو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن حَيُّويه الطائي الشافعي، أخذ العلم عن والده، أصولي، وفقيه، ومناظر، متوقد الذهن، أثنى عليه علماء عصره قاطبةً، توفي سنة ٤٧٨ هـ، ألّف في علوم كثيرة فله في الأصول: الورقات والبرهان، والتلخيص، وجميعها مطبوعة. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ١٦٧)، وطبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٥/ ٤٧٥).