للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتخصيص بعض بالذكر له مفهوم كقوله تعالى: {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ} (١) وقوله عزَّ وجلَّ: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ} (٢) إلى قوله عزَّ وجلَّ {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} (٣) ذكره بعض أصحابنا وغيرهم (٤).

هكذا ذكره في المسودة عن عبد الحليم بن تيمية (٥)، ولا شك أنه إذا خصص البعض بالحكم بعد اقتضاء الحال أو اللفظ التعميمَ دلَّ على انتفائه عن غيره فحصل المفهوم (٦).

تنبيهات: أحدهما: دلالة المفاهيم كلها دلالة التزام (٧)، بمعنى أن النفي في المسكوت لازم للثبوت في المنطوق ملازمة


(١) سورة الإسراء (٧٠).
(٢) في المخطوط (ولله يسجد).
(٣) قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} أ [سورة الحج: ١٨].
(٤) المختصر في أصول الفقه لابن اللحام ص (١٣٥).
(٥) انظر: المسودة لآل تيمية ص (٢٦٤). وأما ترجمته فهو والد شيخ الإسلام ابن تيمية، عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني الدمشقي، من أعيان الحنابلة، درَّس، وأفتى، وصنَّف، كان إمامًا محقَقًا، ديِّنًا، متواضعًا، جلس للتدريس بمشيخة دار الحديث السُّكَّرية، وله كرسيٌّ في الجامع الأُموي، صنف في عدَّة علوم، توفي في ذي الحجة سنة ٦٨٢ هـ. انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (٢/ ١٦٦)، والمنهج الأحمد للعليمي (٤/ ٣٢٤).
(٦) انظر المسودة لآل تيمية ص (٢٦٤).
(٧) دلالة الالتزام: دلالة اللفظ على جزء معناه، كدلالة البيت على المباني. هكذا عرفه المصنف في القسم الأول ص (١١٧). وانظر: حاشية العطار على الخبيصي ص (٥٢)، وشرح الأخضري على السلم ص (٢٥).