للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحرم الخمر (١)، والمتعة بعد إحلالها.

قالوا قوله تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا} (٢) قيل: لا نسلم أن الناسخ مطلقًا خير من المنسوخ، لقوله: {أَوْ مِثْلِهَا} (٣) وقال القاضي: الخير ما كان أنفع إما بزيادة الثواب مع المشقة، وإما بتكثير انتفاع الغير به، قال: لأنَ القرآن متساوي الفضيلة، وقد يكون الأسبق خير للمكلف (٤)، وقالت طائفة الجبرية (٥): راجعة إلى الآية. والقرآن متفاضل (٦)، اختاره أبو العباس ابن تيمية (٧).


(١) قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [سورة المائدة: ٩٥]. قال الطبري: "وهذا يبين أن الآية ناسخة، وأكثر المفسرين على أن النسخ بسبب الآية، خلافًا للحسن".
انظر: الناسخ والمنسوخ لابن النحاس ص (٤٠)، أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٢١٠).
(٢) سورة البقرة (١٠٦).
(٣) سورة البقرة (١٠٦).
(٤) انظر: العدة لأبي يعلى (٣/ ٧٨٧).
(٥) الجبرية: إحدى الفرق الكلامية، يقولون بأن الإنسان مجبر على أفعاله، وينفون عن العبد القدرة والمشيئة والاختيار. انظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٩٧).
(٦) وعليه أكثر العلماء: كإسحاق بن راهويه، والقرطبي، وابن العربي، والنووي. وأن النصوص الصحيحة وردت بذلك كفضل سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران وآية الكرسي. وأن المراد بالتفاضل أن ثواب بعضه أكتر من بعض.
انظر: الجامع لأحكام القرآن (٢/ ٤٥)، البرهان في علوم القرآن للزركشي (١/ ٤٣٩).
(٧) انظر: المسودة لآل تيمية ص (٢٠١).