للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما سبق في بابه (١). وقوله لحديث معاذ (٢): يشير إلى أنّ معاذًا لما بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قال: (كيف تقضي؟ ) قال: أقضي بكتاب الله عز وجل قال: (فإن لم يكن في كتاب الله؟ ) قال: فبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: (فإن لم يكن في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ) قال: أجتهد رأيي. قال: (الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -) (٣).


(١) انظر مختصر أصول الفقه، للجراعي، القسم الأول ص (٥١٧).
(٢) معاذ بن جبل بن عمرو الخزرجي، المدني، البدري، العقبي، صحابي شهد بدرا وعمره عشرون سنة، توفي سنة ١٨ هـ. انظر: أسد الغابة لابن الأثير (٥/ ١٩٤)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (١/ ٤٣٣).
(٣) حديث معاذ أخرجه الإِمام أحمد في المسند (٥/ ٢٣٠، ٢٣٦، ٢٤٢)، والدارمي (١/ ٧٢) وغيرهم، والعلماء على خلاف في تصحيح الحديث وتضعيفه، فيمن ضعفه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٧٧)، وابن الجوزي في العلل المنتاهية (٢/ ٧٥٨)، والجوزفاني في الأباطيل والمناكير (١/ ١٠٦)، وابن الملقن في خلاصة البدر المنير (٢/ ٤٢٤)، والعقيلي، والدارقطني، وعبد الحق الأشبيلي، والسبكي، وانظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (٢/ ٢٨٦). وممن صححه ابن حجر قال في موافقة الخُبر الخَبر (١/ ١١٩): "وقد أطلق صحته جماعة من الفقهاء كالباقلاني، وأبي الطيب الطبري، وإمام الحرمين، لشهرته وتلقي العلماء له بالقبول"؛ وصححه العظيم أيادي في عون المعبود (٩/ ٣٦٩)، وابن تيمية في مجموع الفتاوى (١١/ ٣٦٤)، وحسّنه الذهبي في تلخيص العلل المتناهية ص (٢٦٩)، وقال في سير أعلام النبلاء للذهبي (١/ ٤٧٢): "إسناده صالح"، وصححه الشوكاني في إرشاد الفحول (٢/ ٣٢٢) بقوله: "فالحديث صالح للاحتجاج به وإن كان في إسناده ضعف وجهالة، لكن يعتضد بقبول العلماء له، والآثار الصحيحة المرفوعة على الصحابة"، والله أعلم.