للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن الحقيقة والمجاز من عوارض الألفاظ) اختلفوا في المجاز هل هو واقع أو لا؟ فذهب الأئمة الأربعة إلى وقوعه، ذكره ابن مفلح.

وقال بعدم وقوعه الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني الشافعي وأبو علي الفارسي وشيخ الإسلام ابن تيمية ورده إلى التواطئ، ولكن قال الرازي والغزالي الظن بالأستاذ أنه لا يصح عنه ولعله أراد أنه ليس بثابت ثبوت الحقيقة (١) وأما الفارسي فنقل هذا النقل عنه ابن الصلاح (٢)، لكن قال في تشنيف المسامع فيه نظر لأن ابن جني تلميذه وهو أعرف بمذهبه وقد نقل عنه في كتاب الخصائص عكس هذه المقالة أن المجاز غالب على اللغات (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "المشهور أن الحقيقة والمجاز من


= بشعري مني ومن كتبه "الخصائص في اللغة" و"سر الصناعة وأسرار البلاغة" توفي سنة (٣٩٢ هـ).
(١) انظر ترجمته: في معجم الأدباء لياقوت (١٢/ ٨١ - ١١٥)، وشذرات الذهب (٣/ ١٤٠ - ١٤١)، ومعجم المؤلفين (٦/ ٢٥١ - ٢٥٢).
انظر: التلخيص للجويني (ق ١١ ب) والمنخول للغزالي ص (٧٥)، والإبهاج بشرح المنهاج (١/ ٢٩٦)، والمزهر للسيوطي (١/ ٣٦٦).
(٢) هو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الكردي الشهروزي الشافعي (أبو عمر تقي الدين) المعروف بابن الصلاح ولد سنة (٥٧٧ هـ). كان محدثًا مفسرًا أصوليًا لغويًا عارفًا بالرجال، ومن مصنفاته "معرفة أنواع علوم الحديث" و"مجموعة فتاوى وطبقات الشافعية" وتوفي سنة (٦٤٣ هـ).
انظر ترجمته: في الفتح المبين (٢/ ٦٣ - ٦٤)، وشذرات الذهب (٥/ ٢٢١ - ٢٢٢)، ومعجم المؤلفين (٦/ ٢٥٧).
(٣) انظر: الخصائص له (٢/ ٤٤٧ - ٤٤٨)، وتشنيف المسامع للزركشي (١/ ٣٦ ب)، ومختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (٢/ ٧٦) وما بعدها.