للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نسبة الفعل إلى غير من صدر عنه (١)، وهو أمر عقلي لا وضعي، وأنكره السكاكي (٢) ورده إلى اللغوي، فيكون المجاز كله لغويًا، وتابعه ابن الحاجب في "أماليه" و"مختصره" الكبير تصريحًا (٣) واستبعده في الصغير لكن اختلفا فيما هو.

ويتلخص في نحو "أنبت الربيع البقل" (٤) أربعة مذاهب:

أحدها: أن المجازي في "أنبت" وهو للتسبب العادي وإن (كان) (٥) وضعه للتسبب الحقيقي، وهو رأي ابن الحاجب فالمجاز عنده في الإفراد.

والثاني: أنه في الربيع، فإنه تصور بصورة فاعل حقيقي، فأسند إليه ما يسند إلى الفاعل الحقيقي، وهو رأي السكاكي أنه من الاستعارة بالكناية.


(١) ومثلوا بقول الصلتان العبدي:
أشاب الصغير وأفنى الكبـ ... ـير كَرُّ الغداة ومر العشي
(٢) هو يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي الخوارزمي النحوي أبو يعقوب سراج الدين ولد سنة (٥٥٧ هـ) وكان بارعًا في علوم العربية من النحو والتصريف والمعاني والبديع والشعر وغير ذلك، ومن كتبه مفتاح العلوم، توفي سنة (٦٢٦ هـ).
انظر ترجمته: في شذرات الذهب (٥/ ١٢٢)، ومعجم المؤلفين (١٣/ ٢٨٢).
(٣) مختصر المنتهى لابن الحاجب (١/ ٥٣) والإيضاح في علوم البلاغة للقزويني ص (٢٠٢).
(٤) المرجع السابق ص (١٠٣)، وشرح العضد على مختصر ابن الحاجب (١/ ١٥٥).
(٥) تكرر في الأصل.