للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن قاضي الجيل: يجوز الاحتجاج بالمجاز إجماعًا، والدلالة عليه أن المجاز يفيد (١) الوضع، كما أن الحقيقة تفيد معنى من طريق الوضع، ألا ترى إلى قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} (٢)، فإنه يفيد المعنى وإن كان مجازًا وكذلك قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (٣) ومعلوم أنه أراد غير الوجوه ناظرة لأن الوجوه لا تنظر.

وقد احتج الإمام أحمد (٤) بهذه الآية في وجوب النظر يوم القيامة في رواية المروذي (٥) والفضل بن زياد وأبي الحارث (٦).

ولا يقاس على المجاز في قول الجمهور، ذكره ابن عقيل (٧)،


(١) هذه الكلمة لحقها بلل في الأصل.
(٢) سورة المائدة: (٦).
(٣) سورة القيامة: (٢٢ - ٢٣).
(٤) انظر: الرد على الجهمية والزنادقة ص (١٢٧ - ١٢٩)، والمسودة ص (١٧٠).
(٥) هو أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي (أبو بكر) أجل أصحاب الإمام أحمد وروى عنه مسائل كثيرة وكان ورعًا فاضلًا كثير التصانيف ومن كتبه "السنن بشواهد الحديث" توفي سنة (٢٧٥ هـ).
انظر ترجمته: في طبقات الحنابلة (١/ ٥٦ - ٦٣)، وشذرات الذهب (٢/ ١٦٦) ومعجم المؤلفين (٢/ ٨٩).
(٦) هو أحمد بن محمد أبو الحارث الصائغ من أصحاب الإمام أحمد وكان يقدمه ويكرمه وروى عن الإمام أحمد مسائل كثيرة له ترجمة في طبقات الحنابلة (١/ ٧٤ - ٧٥).
(٧) انظر: الواضح لابن عقيل (٣/ ق ١٦٧ أ).