للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمذهب الثالث؛ أن في اللغة مشتقًا وغير مشتق، وهو قول الأكثرين (١).

إذا عرف هذا فقول المصنف (وهو الاسم عند البصريين وعند الكوفيين الفعل) أشار إلى الخلاف بين البصريين والكوفيين، فإن الأصل عند البصريين المصدر، والفعل مشتق منه، وعند الكوفيين بالعكس.

وقوله: (بحروفه الأصول) أخرج الحروف الزائدة (٢) فلا عبرة بها كالاستعجال والاستباق، وقد يزاد بحرف كطالب من الطلب، وقد (٣) ينقص نحو خرج من الخروج وقد يجتمعان نحو خارج من الخروج، وقد تكون الزيادة حركة نحو ضربَ من الضَّرْب، وينقصانها (٤) نحو فَرْج من الفَرَج، وقد تكون بزيادة حرف وحركة نحو ضارب من الضَّربِ، ونقصان حرف وحركة كغلى من الغليان (٥) والاشتقاق الأكبر ذكره بعضهم، والاشتقاق الأوسط سماه بعضهم صغيرًا.


(١) منهم سيبويه والخليل وأبو الخطاب والأصمعي وأبو زيد وابن الأعرابي والشيباني. انظر: المزهر للسيوطي (١/ ٣٤٨).
(٢) وتجمعها كلمة "سألتمونيها".
(٣) قد تكررت في الأصل.
(٤) أي وقد يكون الاشتقاق بنقصان حركة.
(٥) ذكر الشارح -رحمه الله- سبعة أنواع للتغييرات بين الأصل المشتق منه والفرع المشتق وقد أوصلها بعض العلماء إلى خمسة عشر نوعًا منهم البيضاوي والسيوطي والفتوحي.
انظر: منهاج الوصول للبيضاوي بشرح الإبهاج (١/ ٢٢٣ - ٢٢٦)، المزهر للسيوطي (١/ ٣٤٨ - ٣٤٩)، شرح الكوكب المنير للفتوحي (١/ ٢٠٧) وما بعدها.