للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا ابن الحاجب (١) إلا أنه عبر بـ "العلم بها" (٢) ووجَّهَه بعضهم بأن العلم بالأدلة يوصل إلى المدلول، والأدلة لا توصل إلى المدلول إلا بواسطة العلم بها.

والحاصل أن الدلالة لها حقائق في نفسها من حيث دلالتها ومن حيث تعلق العلم بها، فهل موضوع أصول الفقه تلك الحقائق؟ أو العلم بها؟

والمختار الأول لأن أهل العرف يسمون العلوم "أصولا" ويقولون هذا الكتاب أصول، ولأن الأصول لغة الأدلة فجعله اصطلاحًا نفس الأدلة أقرب إلى المدلول اللغوي، ومن هنا جعل


= أبو سعيد) المعروف بـ "القاضي" كان إمامًا مبرزًا خيرًا، عالمًا بالفقه والأصول والتفسير، ومتكلمًا محدثًا وأديبًا، له مصنفات كثيرة منها "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" في التفسير وتوفي سنة (٦٨٥ هـ).
انظر: الفتح المبين (٢/ ٨٩)، وشذرات الذهب (٥/ ٣٩٢) ومعجم المؤلفين (٦/ ٩٧).
(١) هو عثمان بن عمر بن أبي بكر الأسنائي المالكي (ابو عمرو) والمعروف بـ "ابن الحاجب" العلامة الفقيه الأصولي المتكلم ولد سنة (٥٧٠ هـ) كان نظارًا مبرزًا نحويًا أديبًا، له مؤلفات منها "مختصر منتهى السول والأمل" الكتاب المشهور في الأصول، والذي اعتنى بشأنه العلماء و"الكافية" في النحو، توفي سنة (٦٤٦ هـ).
انظر: الفتح المبين (٢/ ٦٥)، وشذرات الذهب (٥/ ٢٣٤)، ومعجم المؤلفين (٧/ ٣١٨).
(٢) راجع المنهاج للبيضاوي (١/ ٥) ومختصر المنتهى لابن الحاجب (١/ ١٨)، ونهاية السول للأسنوي (١/ ١٧).