للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما ترتيب آيات السور (١) فهو منزل منصوص عليه، فلم يكن لهم أن يقدموا آية على آية في الرسم، كما قدموا سورة على سورة، لأن ترتيب الآيات مأمور به نصًا، وأما ترتيب السور فمفوض إلى اجتهادهم قالوا: فكذلك الأحرف السبعة.

فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف وتتقاتل إذا لم يجتمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك اجتماعًا سائغًا، وهم معصومون أن يجتمعوا على ضلالة، ولم يكن في ذلك ترك لواجب ولا فعل لمحظور.

ومن هؤلاء من يقول بأن الترخيص في الأحرف السبعة كان في أول الإسلام لما في المحافظة على حرف واحد من المشقة عليهم أولًا، فلما تذللت ألسنتهم بالقراءة وكان اتفاقهم على حرف واحد يسيرًا عليهم وهو أرفق بهم أجمعوا على الحرف الذي كان في العرضة الأخيرة.

ويقولون: إنه نسخ ما سوى ذلك (٢).

* * *


= انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ٣٥٨ - ٣٦٢)، وتقريب التهذيب ص (١١٢)، وشذرات الذهب (١/ ٥٤).
(١) في الأصل: "سور" والتصحيح من مجموع الفتاوى.
(٢) انتهى عن مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ج ١٣ من ص ٣٩٥ إلى ٣٩٧.