للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما المتشابه: فهو ما يقابله وهو: ما اشتبه معناه على السامع، أما الاشتراك لفظي كقوله تعالى: {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (١) لاحتمال زمن الطهر والحيض، أو إجمال كقوله تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (٢) لتردده بين الولي والزوج (٣).

قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: وما ظاهره تشبيه (٤) كقوله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} (٥) و {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} (٦) و {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (٧) و {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} (٨) وغيره من الاستعارات (٩).


(١) سورة البقرة: (٢٢٨).
(٢) سورة البقرة: (٢٣٧).
(٣) راجع الأحكام للآمدي (١/ ١٢٥).
(٤) جعل الموفق والسيوطي وغيرهم آيات الصفات من المتشابه، ومرادهم أن آيات الصفات يجب الإقرار بها وإمرارها على وجهها من غير تعرض لكيفيتها، كما قال الإمام مالك لما سئل عن الاستواء الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. انظر: روضة الناظر ص (٣٥ - ٣٦) الإتقان للسيوطي (٦٢).
(٥) سورة الحجر: (٢٩).
(٦) سورة يس: (٧١).
(٧) سورة البقرة: (١٥).
(٨) سورة آل عمران: (٥٤).
(٩) آيات الصفات اشتبه المراد منها على الناس فقوم شبهوا وجسموا وقوم حرفوا وعطلوا، وتوسط أهل السنة وأئمة السلف الصالح فسلموا وهم على أن آيات الصفات محكمة معلومة المعاني والذي لا يعلم إنما هو الكيفية.
انظر: شرح الكوكب المنير (٢/ ١٤١)، والمسودة (١٦٣)، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (١٧ - ٢٧٣) وما بعدها.