للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مالك"، ونحو ثلث "جمع الجوامع" للتاج السبكي، و"ألفية شعبان الآثاري" بتمامها.

وتفيد التراجم (١) أن أبا بكر الجراعي لم يبق طويلًا في جراع، حيث تنقَّل في طلب العلم إلى مناطق عدة، فقدم الشام سنة: (٨٤٢ هـ)، وكان عمره آنذاك سبع عشرة سنة تقريبًا، وفي دمشق طلب العلم على مجموعة من أهل العلم، ولازم بعض شيوخهم، كتقي الدين ابن قندس (٢)، وأبي الفرج، وعبد الرحمن بن سليمان الحنبلي وغيرهم.

ثم انتقل إلى بعلبك حيث سمع بها صحيح البخاري.

وبعد أن تردد الجراعي على علماء الشام في عصره، ونهل من مواردهم العذبة، وأصبح من فضلاء الحنابلة في دمشق، عقد النية على السفر لطلب العلم.

فسافر إلى القاهرة سنة: (٨٦١ هـ)، وما إن وصلها إلا وبدأ يطوف على من بقي من العلماء المبرزين فيها، كالمحلي وابن الهمام وغيرهم.

ولم يقتصر جهد الجراعي خلال إقامته في القاهرة على الطلب، بل كان له حظ من التعليم والإقراء، حيث أخذ عنه جماعة من المصريين، وربما أفتى.

كما أنه لم يقتصر فقط على السماع من شيوخه، بل كانت


(١) انظر: شذرات الذهب (٧/ ٣٣٧)، الضوء اللامع (١١/ ٣٢، ٣٣).
(٢) ستأتي ترجمتهم - بإذن الله - عند ذكر شيوخه.