للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بل قد نص على ذلك بنفسه حيث قال في آخر كتابه الأوائل (١) والذي كتبه قبل وفاته بأربعة أشهر ما نصه: "كان الفراغ منه في ثاني عشر شهر ربيع الأول عام: (٨٨٣ هـ) بصالحية دمشق الشام على يد أبي بكر بن زيد الجراعي الحنبلي، وهو مؤلفه وجامعه غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين ... إلخ".

ويدل على ذلك أيضًا قوله: قال إمامنا (٢)، ويقصد به الإمام أحمد - رحمه الله - وإكثاره من قوله: علماؤنا (٣) أو قوله: أصحابنا ويريد بهم الحنابل كأبي يعلى وابن عقيل وأبي الخطاب وغيرهم.

ومما يدل على ذلك أيضًا، نشأته في بيت حنبلي، وقرائته في أول طلبه "مختصر الخرقي" و"النظام" وهما في الفقه الحنبلي كما سبق، بل وتأليفه قبل وفاته بستة أشهر كتابه "غاية المطلب في معرفة المذهب"، ويريد به مذهب الحنابلة، حيث كان عبارة عن زوائد على مختصر الخرقي، أخذها من كتاب فروع ابن مفلح وكلاهما للحنابلة.

بل والكتاب الذي بين أيدينا من أصرح الأدلة على ذلك، فهو شرح لمختصر حنبلي وهو ينقل فيه أقوال إمامه، ويذكر فيه خلاف المذاهب الأخرى حيث يقول فيه: عندنا خلافًا للحنفية أو للمالكية أو للشافعية أو للظاهرية (٤).


(١) انظر: مقدمة محقق كتاب الأوائل ص (١٨)، وآخر الكتاب ص (١٢٨).
(٢) انظر: قسم الفهارس - فهرس الأعلام - لفظة "إمامنا - الإمام - أحمد بن حنبل".
(٣) انظر: قسم الفهارس- فهرس الأعلام - لفظة "علماؤنا - أصحابنا".
(٤) انظر: قسم الفهارس- فهرس المذاهب والفرق.