للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعنى (أقطع) قليل البركة، وكذلك (أجذم) بالجيم والذال المعجمتين (١) وأما معنى (الحمد) فقال: جماعة: هو الثناء على المحمود.

وقال العلامة ابن القيم (٢): "الحمد: الإخبار عنه بصفات كماله، مع محبته والرضى عنه، فلا يكون المحب الساكت حامدًا، ولا المثنى بلا محبة حامدًا، حتى يجتمع له المحبة والثناء، فإن كرر المحامد شيئًا بعد شيء صار ثناءً، فإن كان (المدح) (٣) بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك صار مجدًا، لأن في صحيح (٤) مسلم يقول الله عز وجل: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين،


= انظر: شذرات الذهب (٢/ ١٦٤)، ومعجم المؤلفين (١٢/ ١٥٥)، وتهذيب التهذيب (٩/ ٥٣٠ - ٥٣٢).
(١) وبهذا فسرهما النووي، وقال الخطابي: أجذم: معناه المنقطع الأبتر الذي لا نظام له.
انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١/ ٤٣)، ومعالم السنن للخطابي (٧/ ١٨٩).
(٢) هو محمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي الحنبلي الملقب بـ"شمس الدين" والمعروف بـ "ابن قيم الجوزية" ولد سنة ٦٩١ هـ بدمشق، وتفقه وبرع وأفتى ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية وأفاد منه، وكان رحمه الله من العلماء المجددين، آية في العلم والورع ينبئ عن سعة علمه كثرة تلاميذه، ومصنفاته المشهورة، توفي بدمشق سنة (٧٥١ هـ).
انظر: معجم المؤلفين (٩/ ١٠٦)، وشذرات الذهب (٦/ ١٦٨)، و"ابن قيم الجوزية آثاره وحياته" لبكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله.
(٣) ما بين المعكوفتين تكرر في الأصل.
(٤) هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (أبو الحسين) صاحب "الجامع الصحيح" ولد سنة (٢٠٦ هـ)، وهو أحد أعلام أهل الحديث المعترف لهم بالتقدم في هذا الشأن، صنف رحمه الله كتبها كثيرة، وتوفي سنة (٢٦١ هـ). =