للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالبصر، قال سبحانه وتعالي: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (١) (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (٢) وعلى الانتظار والتوقع {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} (٣) وهو هاهنا التأمل والتفكر والاعتبار بمعرفة الحق من الباطل والفصل بين الحجة والشبهة (٤) وهو فكر القلب وتأمله ونظره المطلوب به علم هذه الأمور وغلبة الظن لبعضها، وقد يصيب الناظر وقد يخطئ، وكلاهما نظر منه وقد ينظر في شبهة وفي دليل، وقد يصل بنظره إلى العلم تارة إذا سلك فيه المسلك الصحيح ورتبه على واجبه ومقتضاه، وقد لا يصل إليه إذا قصر وغلظ وخلط فيه، أو نظر فيما هو شبهة وليس بدليل.

وللنظر (٥) آلة وغرض (٦)، فالآلة: هي المطلوب من أجل غيره والغرض: هو المطلوب من أجله في نفسه (٧) والغرض كالمعرفة بالله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - (٨).

* * *


(١) في الأصل: "ناظرة".
(٢) سورة القيامة: (٢٢ - ٢٣).
(٣) سورة النمل: (٣٥).
(٤) كذا في الواضح وفي الأصل: "الشبه".
(٥) في الواضح: "فصل وللنظر".
(٦) كذا في الواضح وفي الأصل و"غرظ".
(٧) قسم القاضي أبو يعلى وتبعه أبو الخطاب النظر إلى قسمين:
النظر بالعين وحده: الإدراك بالبصر.
والثاني: الإدراك بالقلب وحده: الفكر في حال المنظور فيه.
راجع العدة لأبي يعلى (١/ ١٨٣ - ١٨٤)، والتمهيد لأبي الخطاب (١/ ٥٨).
(٨) الواضح لابن عقيل (١/ ١٠/ أ- ب).