ببعض منذ عصر متقدم. وترجع إحدى روايات المجالس إلى تلميذه ابن مقسم (المتوفي سنة ٣٥٤/ ٩٦٥، انظر ص ١٥٨ بعد). ويميّز من ناحية المحتوى بين:
(أ) نصوص عن بعض اللغويين والنحاة، وآرائهم، وتآليفهم، معروضة أحيانا في صورة مجالس. وينقل ابن النديم منها، دون أن يسمّيها، (ص ٣٩، ٤٢، ٥٣، ٥٥، ٦٦، ٦٩، ٧٤، ٩١) راجعا في ذلك إلى نسخة بخط ابن مقلة (المتوفي سنة ٣٢٨/ ٩٤٠)، وأورد في موضع آخر (ص ٥١) فقرة نقلها عن نسخة بخط ثعلب.
ونقلها ياقوت (إرشاد الأريب ٦/ ٨١) عن كتاب «الأمالى» لثعلب.
ومن ناحية أخرى يقتطف ياقوت من «المجالسات»(إرشاد الأريب ٥/ ١٩٤ - ١٩٥) أو دون التصريح باسم مصدره أيضا (١/ ٤٠٥ - ٤٠٦، ٦/ ٩٣، ١٠٢، ١١١، راجع (G.Bergstrasserin: ZS ٢ /١٩٢٤ /١٩٦ نصوصا تأريخية مناظرة في محتواها تتعلق ببعض اللغويين والنحويين المعروفين، وخاصة من الكوفيين.
وفي «مجالس الزجاجى» نحو ٢٠ نصا من نصوص المجالس ترجع إلى ثعلب باعتباره مؤلفها، ونصفها يشتمل على حوادث جرت بين ثعلب وبين أساتذته وزملائه. ومثل ابن النديم، الزجاجى، فقد اقتبس نصوصه من روايات مختلفة، ونقل أيضا في بعض المواضع عن نسخة بخط ثعلب (انظر على سبيل المثال ص ١٠٤). وتتطابق نقول الزجاجى مرارا مع نقول ابن النديم (فعلى سبيل المثال يتطابق الزجاجى ٤٨ - ٤٩ وابن النديم ٥٦) أو نقول ياقوت (فمثلا يتطابق الزجاجى ١٤٨ مع ياقوت، «إرشاد الأريب» ٦/ ١٠٢). ويبدو أنه لم تبق لنا مخطوطات لهذه النصوص.
(ب) تفاسير لآيات من القرآن وكثير من الشعر وأقوال مأثورة شتى مع ما يتعلق بها من الأخبار، فضلا عن شروح نحوية ولغوية في صورة أمال. وكثيرا ما ينقل عنها أيضا في الكتب على أنها أمال (انظر مثلا ابن مكى الصقلى في «تثقيف اللسان ١١١، ٣٣١ في مقابلة ٣٥٥؛ «تاج العروس» ١/ ٤٨)، على أن قدرا كبيرا من هذه النقول (لا سيما ما جاء في مؤلفات السيوطى) لم يرد في النص المنشور (انظر/ الزيادات الملحقة بالنصالمنشور ص ٨٠١ - ٨١١). والنشرة التى بين أيدينا (التى يجب معارضتها بالمخطوطات التى عرفت حديثا) تشتمل على خليط من أجزاء بها مجالس