هو أبو حنيفة أحمد بن داود بن ونند الدينورى، يرجّح أنه ولد في الربع الأول من القرن الثالث/ التاسع، إذ أنه كان تلميذا لابن السكيت (المتوفى سنة ٢٤٣/ ٨٥٧) وكذلك لأبيه إسحاق (انظر إنباه الرواة للقفطى ١/ ٤١). ويدين بمعارفه اللغوية للبصريين والكوفيين، لابن السكيت خاصة (إرشاد الأريب لياقوت ١ ١/ ١٢٣).
ومع هذا فلم يكن لغويا فقط، بل اشتغل أيضا بالعلوم الطبيعية (انظر تاريخ التراث العربي ١/ ١٥٨ وما بعدها). وبسبب تعدد جوانب علمه فإن أبا حيان التوحيدى في كتابه «تقريظ الجاحظ» قد جعله في طبقة الجاحظ وأبي زيد البلخى./ ووصفه بأنه «من نوادر الرجال، جمع بين حكمة الفلاسفة وبيان العرب، له في كل فن ساق وقدم»(إرشاد الأريب لياقوت ١ ١/ ١٢٤ - ١٢٥).
وقد اشتهر في تاريخ العلم الإسلامى على الخصوص بمصنفه الكبير «كتاب النبات». ولا يثبت أبو حنيفة به أنه عالم نابه في النبات فقط، بل ويجعلنا أيضا نتبين بدايات الجغرافية النباتية.
ولا شك أن مصنفه «كتاب الأنواء» هو خير تأليف مفرد في الآثار العلوية والفلك عند العرب (انظر تاريخ التراث العربي ٧/ ٣٤٩).
ومما يؤسف له أن كتبه اللغوية الخالصة مفقودة. وتشهد شذرات منها وكذلك مصنفه «كتاب النبات» بغزارة علمه بلغة العرب وأشعارها. وذهبالمسعودى (مروج الذهب ٣/ ٤٤٢) إلى أن ابن قتيبة نقل نقلا عن كثير من كتب أبي حنيفة وجعله عن نفسه. توفي سنة ٢٨٢/ ٨٩٥.