بآحاده، ليس كالأمر بمجموعه وهيئته الكلية، والله أعلم.
هذا، وهناك أمور أخرى ستظهر للقارئ -إن شاء الله تعالي- تستحق التنبيه عليها، وفي كثير منها قد نبهت عليها، وفي مواضع -أيضًا-، سواء فيما ذكرتُ من تنبيهات أو فيما بقي قد لا أنبّه اكتفاء بما سبق التنبيه عليه، ولعل في هذا التنبيه ما يكون عذرًا لي، والله تعالي أعلم.
هذا وقد أسْدى الحاكم بكلامه على شيوخه في "تاريخه" خدمة جليلة للإسلام والمسلمين، ولشيوخه أنفسهم، فكم من رجل لو لم نقف على كلام الحاكم فيه لكان في عداد المجاهيل، فوالله لقد كان الحاكم أبرَّ بهم من أبنائهم وأحفادهم، وهكذا يكون طلاب العلم البررة الأوفياء، فإن الخير يأتي منهم لمشايخهم ربما أكثر من ذرياتهم.
نسأل الله أن يصلح لنا أولادنا وذرياتنا، ويبارك لنا في طلابنا وإخواننا، وأن يجعلنا وإياهم مفاتيح خير مغاليق شر، وأن يدفع عنا وعنهم مصارع السوء والهلكة، ويسد عنا وعنهم أبواب الفتن والمشاغل والمشاكل، والعلائق والعوائق، وأسباب محق البركة في المال والولد، والعمر والوقت، أنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.