[١٠٣٠] محمَّد بن محمَّد بن إبراهيم بن سيمجور، أبو علي، المُظَفَّر ابن ناصر الدولة، السيمجوري.
ذكره الحاكم في "تاريخه"، في شيوخه الذين رزق السماع منهم بنيسابور، وقال:
كان من أكملهم عقلًا، وأحسنهم مذهبًا، وأسمنتهم عند الناس، وأتمهم تمكُّنا من نفسه، فلا ينطق إلا عند التعجب، ولا يغضب إلا عند المكافحة، وحُكِي أنه ما شتم أحدًا قط.
لقد عهدت الأمير ابن الأمير العادل أبا علي المُظَفر ابن ناصر الدولة صائم النهار، قائم الليل، ما أعلم أنه ترك قيام الليل، ولم يزل أكثر ميله في صباه إلى أن بلغ إلى الزهاد والعباد المعروفين بالزهد، وأكثر انتمائه كان إلى أبي العباس عُبَيْد الله بن محمَّد الزّاهد، وسمعتُ أبا العباس غير مرة يقول لي: صدقة من قولي كل يوم على نية الأمير، أي على أن يكفيه الله مهماته، وإنما نكتب بعد وفاته: عُبَيْد الله.
وقرأ القرآن على أبي الحسين محمَّد بن الحسين المُقْرِئ واحد خراسان في وقته، وختم عليه غير مرة، وكنا نصلي به إذا حضرناه، ثم سألته أن لا يقدم أحدًا في الإمامة يصلي بالناس، وكان يصلي بنا لنفسه، ويجهر بسم الله الرحمن الرحيم، ويقنت في الركعة الثانية من صلاة الصبح بعد الركوع، ولما سئل عقد المجلس للإملاء، أمر بأصوله المسموعة فحملت إليَّ، وانتقيت منها مجالس، وكان يحضر الأشراف والرؤساء والقضاة وكافة أهل العلم من الفريقين، والزهاد والمتصوفة