وطبقات الناس، فيلبس البياض، ويقعد على الكرسي، ويحدث حتى يحير الناس في حسن أدائه، وعذوبة ألفاظه، وما رددت أنا ولا غيري عليه حرفًا قط.
ولقد سمعته غير مرة يقول: ما يخطئ بحضرته أحد من العلماء لا يعرف الأسانيد ولا يحفظها، فإن هذا سُلَّم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ميزان بين الحق والباطل، ولما نكب ما كان فيها! إلا كما قائل القائل:
إذا أراد الله أمرًا بامرئٍ ... وكان ذا رأي وعقل وبصر
وحيلة يعملها في كل ما ... يأتي به محتوم أسباب القدر
أغراه بالجهل وأعمى عينه ... وسله عن عقله سل الشعر
حتى إذا أنفذ فيه حكمه ... ردَّ إليه عقله ليعتبر
ثم قال: تحدث الناس بمقتل الأمير أبي علي غير مرة في سنة ست أو سبع وثمانين وثلاثمائة، واستقر ذلك في أفواه الناس، ولم يظهر خليفته إلى رجب من سنة ثمان وثمانين، فحملت التوابيت الخمسة إلى قاين، وتواترت كتب الثقات يلمنكو الحاجب قدِّم للحجابة، ثم الأمير أبو علي ثم ابنه أبو الحسين ثم أميرك الطُّوْسِي، ثم رجل كان يخدمهم، ولما فتح تابوت الأمير أبو علي ثم ابنه أبو الحسين ثم أميرك الطُّوْسِي، ثم رجل كان يخدمهم، ولما فتح تابوت الأمير أبي علي وجدوه لم يتغير منه شيء، وعليه قميص من صوف أبيض، وقد أرسل شعره إلى عاتقيه، والقيد على رجله.
حدثني الوليد بن بكر العُمَرِي أنه قرأ على قبر كافور بمصر: