بالإملاء وهو في سن الرابعة والثلاثين من عمره، بل حكى بعضهم أنه حدث وله ست وعشرون سنة، واستمر على ذلك حتى قبيل موته، والناس في كل ذلك يأخذون عنه، وينهلون من معينه. قال السمعاني في "الإنساب"(١/ ٤٥٥): روى عنه جماعة كثيرة من أهل العراق وخراسان. وقال الحافظ علي بن المفضل المقدسي في "الأربعين" ص (٤٠٦): روى عنه جمع كثير. وقال السبكي في "طبقاته"(٤/ ١٥٧): رُحِل إليه من البلاد؛ لسعة علمه وروايته، وأتفاق العلماء على أنه من أعلم الأئمة الذين حفظ الله بهم هذا الدين.
قال مقيده -عفا الله عنه-: وفي هذه العجالة أذكر بعضًا ممن روى عنه؛ ليعرف بذلك وبما سبق ويأتي منزلة هذا الإمام، وما خلف بعده من أئمة نقاد تتلمذوا له وبه تخرجوا، فمن هؤلاء: الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس، والقاضي أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب، والحافظ أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي، والحافظ أبو يعلى الخليلي صاحب "الإرشاد"، وراويته الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي. قال ابن كثير في "طبقاته"(١/ ٣٥٩): أكثر عنه، وبكتبه تفقه وتخرج، ومن بحره استمد، وعلى منواله مشى اهـ. وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازان القشيري، وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبو الفضل محمد بن عبيد الله الصَّرَّام، وخلق آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي.
** عقيدته:
ذكره الحافظ ابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" ص (٢٢٧)، في