الطبقة الثانية من أصحاب أبي الحسن الأشعري، وذكر أن هذه الطبقة هم الذين صحبوا أصحابه وسلكوا مسلكه في الأصول وتأدبوا بآدابه. وقال السبكي في "طبقاته"(٤/ ١٦٢) مدللًا على كونه كان أشعري العقيدة: نظرنا مشايخه الذين أخذ عنهم، وكانت له بهم خُصوصية؛ فوجدناهم من كبار أهل السنة، ومن المُتَصَلِّبة في عقيدة أبي الحسن الأشعري، كالشيخ أبي بكر بن إسحاق الصِّبغي، والأستاذ أبي بكر بن فورك، والأستاذ أبي سهل الصُّعلوكي، وأمثالهم، وهؤلاء هم الذين كان يجالسهم في البحث، ويتكلم معهم في أصول الدِّيانات، وما يجري مجراها، ثم رأينا الحافظ الثبت أبا القاسم بن عساكر أثبته في عِداد الأشعريين. (١)
وقال الدكتور موفق بن عبد القادر في مقدمة "سؤالات السجزي" ص (١٧): والمعروف أن الحاكم -رحمه الله تعالي- كان أشعري العقيدة اهـ. وفي "النبلاء"(١٣/ ٢٩٩) قال الذهبي: أنبأني أحمد بن سلامة عن حماد الحراني أنه سمع السِّلفي ينكر على الحاكم في قوله: لا تجوز الرواية عن ابن قتيبة. ويقول: ابن قتيبة من "الثقات" وأهل السنة. ثم قال: لكن الحاكم قصده لأجل المذهب اهـ. وفي "اللسان"(٥/ ١٠): قال السِّلفي: كان ابن قتيبة من "الثقات" وأهل السنة، ولكن الحاكم بضده من أجل المذهب اهـ.
قال مقيده -عفا الله عنه-: اختلف في مراد السِّلفي بالمذهب، فقال الذهبي في "النبلاء" معلقًا على كلام السلفي: قلت: عهدي بالحاكم يميل
(١) وقد كذب الحافظ يوسف بن عبد الهادي في كتابه "جمع الجيوش والدساكر في الرد على ابن عساكر" ابن عساكر دعواه أن الحاكم كان أشعري المذهب. انظر مقدمة "فوائد أبي ذر الهَرَوي" ص (١٦) تحقيق: سمير بن حسين ولد سعدي.