وذكروا أنه صلى عليه أكثر من مائة ألف رجل. وقال "سؤالات السجزي": أوجه الوجوه بخراسان وأدلهم وأكبرهم وأكتبهم، وأكفأ الرؤساء، لم يشتغل بالحديث، فلما عزم على الخروج جمع شيئًا من مسموعاته، ولم يميز بين المُخرَّج له بين سماعه من أبي حامد الخشَّاب، وعبد الله بن الشرقي، فوقع من حديث ذا في ذا، وهو بنفسه صدوق كبير المحل. وقال أبو منصور الثعالبي في "يتيمته": رئيس نيسابور، هو أشهر، وذكره أسير، وفضله أكثر من أن ينبه عليه، وله -مع كرم حسبه وتكامل شرفه- فضيلة علمه وأدبه، وكان من الكتابة والبلاغة بالمحل الأعلى، وله من سائر المحاسن القدح المعلى، فكان يحفظ مائة ألف بيت للمتقدمين والمحدثين، يهذُّها في محاضراته، ويحلها في مكاتباته، وله شعر كتابي يشير لشرف قائله لا لكثرة طائله.
ولد سنة سبع وثلاثمائة، ومات بمكة -حرسها الله- في آخر أيام الموسم في ذي الحجة من سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ودفن بالبطحاء بين سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض.
قلت:[فقيه أديب، رئيس معَظَّم، مع شرف وعبادة، إلا أنه ليس بذلك المتقن لحديثه، ولعل ذلك لاشتغاله بغير الحديث].