نيف وسبعين وثلاثمائة. وقال ابن الفرضي في "تاريخه": من أهل قرطبة، سمع بقرطبة: قاسم بن أصبغ وغيره، ورحل إلي المشرق فسمع بمكة -حرسها الله-: ابن الأعرابي، وغيره من المكيين، ودخل العراق فكتب بها عن كثير من محدثيها، وكان كتَّابةً للحديث، ورحل إلي خراسان فتردد بها، واستوطن بخارى، ولم يزل مقيمًا فيها إلي أن توفي. وقال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب: أنشدنا أبو عبد الله محمد بن صالح الأندلسي:
ودعت قلبي ساعة التوديع ... وأطعت قلبي وهو غير مطيعِ
إن لم أُشيعهم فقد شيعتهم ... بمشيعين تنفسي ودموعي
مات ببخارى في رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، قاله الحاكم، وقيل: سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، قاله غنجار، وقيل: سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة؛ قاله عبد الرحمن بن عبد الله التاجر. قال التلمساني في "نفح الطيب ": قول الحاكم هو أصح.