ذكر -رحمه الله- في "معجم شيوخه" كما في "ذيل تاريخ بغداد"(١٦/ ٢٦٩ - ٢٧٠) أنه اشتكى ضرسه ببغداد في شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وهو قاصد الحج، وحكى أنه ذكر ذلك لشيخه أبي طاهر عبد الواحد بن علي بن محمَّد بن ثابت النجار، فقال له: إني أتيت عبد الله بن إسحاق المدائني، وقد اشتكى ضرسه، فشكوت إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن، وكل عليه التمر، ثم ساق حديثًا مسلسلًا بذلك.
وقال البيهقي في "الشعب"(٥/ ٧٠): قرح وجه شيخنا الحاكم، وعالجه بأنواع المعالجة، فلم يذهب، وبقي فيه قريبًا من سنة، فسأل الأستاذ الإِمام أبا عثمان الصابوني أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة، فدعا له، وأكثر الناس في التأمين، فلما كانت الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة، فرأت في منامها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يقول لها: "قولوا لأبي عبد الله: يوسع الماء على المسلمين)، فجئت بالرقعة إلى الحاكم أبي عبد الله، فأمر بسقاية الماء فبنيت على باب داره، وحين فرغوا من البناء أمر بصب الماء فيها، وطرح الجمد في الماء، وأخذ الناس في الشرب، فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء، وزالت تلك القروح، وعاد وجهه إلى أحسن ما كان، وعاش بعد ذلك سنين.
** وفاته، مكانها، سببها:
توفي -رحمه الله تعالي- فجأة بنيسابور، في يوم الثلاثاء الثالث من