ولو سمع أهل الري بذلك لتولد منه ما يكرهه؛ لأن محمَّد بن أيوب لم يعقب ولدًا ذكرًا قط، ثم التقينا بنيسابور سنة سبعين وثلاثمائة، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد، فحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه، والله يرحمنا وإياه. وقال أبو نعيم الأصبهاني: سمعت منه ببغداد، وكان قدمها مع أبي إسحاق المزكي. وقال أبو سعد عبد الرحمن بن محمَّد الإدريسي في "تاريخ سمرقند": كان ينزل سمرقند تارة، ومرة ببخارى، ومرة بنيسابور، ليس في الرواية بذاك. وقال الخطيب في "تاريخه": كان جوَّالًا كثير الأسفار، وروى حكايات الصوفية، وكان أبو عبد الرحمن السلمي كثير الحكايات عنه، مليًا بالسماع منه. وقال السمعاني في "الأنساب": من أهل الرأي، كان مليحًا طريفًا، صحب يوسف بن الحسين الرازي. وقال الذهبي في "النبلاء": الإِمام المحدث الواعظ، له اعتناء زائد بعبارات القوم، وجمع منها الكثير، ولقي الكبار، وله جلالة وافرة بين الصوفية، يروي عنه أبو عبد الرحمن السلمي بلايا وحكايات منكرة، وما هو بمؤتمن. وقال مرة: ابن شاذان متهم. وقال في "التاريخ": حكى عن الشبلي -أيضًا-، ولا تركن النفس إلى ما يحكيه، فإنه جريء، قليل الحياء، نسأل الله العفو. وقال مرة: ليس بثقة. وقال في "الميزان": صاحب تلك الحكايات المنكرة، روى عنه الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي أوابد وعجائب، وهو متهم، طعن فيه الحاكم. وقال في "العبر": هو صاحب مناكير وغرائب، ولا سيما في حكايات الصوفية.
توفي بنيسابور يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثلاثمائة.