رحمه الله تعالى- في ذلك فهما شيخان للحاكم أحدهما يقال له: الدورقي، وهو الذي أخرج له الحاكم في "مستدركه" وتُرجم له آنفًا، وذلك لأن محمَّد بن إسحاق هنا هو ابن خزيمة، فهو يروي عن ابن الصواف؛ كما في كتاب التوحيد (٢/ ٨٠٣/ ٥٢٧)، وقد توفي ابن خزيمة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وقد قال الحاكم -رحمه الله تعالي-: في ترجمته الجورقي ما نصه: وقد كنت أسمعه -يعني الجورقي- غير مرة في قديم الأيام يذكر أول سماعه للحديث سنة إحدى وعشرين -يعني وثلاثمائة- وكنت أقول: السنة التي ولدت فيها اهـ.
قلت: فبين أول سماعه ووفاة ابن خزيمة عشر سنين، بخلاف الدورقي فقد ذكر الحاكم أنه سمع من أبي عبد الله البوشنجي وتوفي البوشنجي سنة إحدى وتسعين ومائتين، فكيف لا يسمع من إمام الأئمة ابن خزيمة؟! والله الموفق.
وأما الآخر فهو: الجورقي، يأتي -إن شاء الله تعالي- وقد ذكرهما الحاكم في "تاريخه"، وتقدم أن والد الدورقي عبد الله بن محمَّد هو أحد شيوخ الحاكم -أيضًا-، ولم ينتبه لذلك شيخنا -رحمه الله- كما سبق التنبيه عليه، ولمحمد هذا أخ آخر يقال له: علي، وقد ذكره الحاكم في "تاريخه" -أيضًا- ضمن شيوخه، والله المستعان.