بالعراقين، ثم وقع إلى عُمان واستوطنها، وكان يعرف بالعراق وبلاد خراسان بأبي بكر النَّيْسابُوري، وكان يعرف بنيسابور بأبي بكر العُماني، ومن الناس من يجرحه وُيتوهَّم أنه في الرواية، وليس كذلك، فإن جرحه إنما هو لشربه المسكر، فإنه على مذهبه كان يشرب ولا يستره، سمع بنيسابور، وبالعراق، وأكثر بالكوفة بانتقاء أبي العباس بن سعيد على الشيوخ، وسمع أخبار الغلابي عن آخرها بالبصرة، وكتب عن أقرانه، حدث بنيسابور تسع سنين، وقد أكثرنا عنه، وكان يحضر المجالس ويكتب أماليهم بخطه، ثم خرج من نيسابور متوجهًّا إلى مرو في المحرم من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وخرج إلى بخارى وسمرقند، وحدث بتلك الديار، ثم انصرف في أواخر عمره إلى هراة إلى أن توفي بها، وله بها عجائب وقصص يطول شرحها، وسمعته يقول: تقدمت إلى حانوت نصر بن أحمد بالبصرة؛ وهو يخبز الأرز، فقلت: يا أبا القاسم، أنشدنا من شعرك، فقال: كيف أنشد وأنا كما ترى:
نار شوق ونار خبز وحرًّ ... أي عيش يكون من ذا أمرُّ
وقال السمعاني: كان محدث أصحاب الرأي في عصره، كثير الرحلة والسماع والطلب، خرج إلى العراق والبحرين، وغاب عن بلده أربعين سنة. وقال الألباني في "آداب الزفاف": محمَّد بن عبد الله الحفيد شيخ الحاكم، قال الحاكم نفسه في التاريخ: كان فيه جهالة (١)، وكان حنفيًا يشرب المسكر على مذهبه ولا يستره.
(١) كذا نقله الشيخ -رحمه الله- وصوابه: مجون، والله أعلم.