يروي حديثًا في فضل معاوية فقال: ما يجيء من قلبي، ما يجيء من قلبي، وقد ضربوه على ذلك فلم يفعل. وقال الذهبي في "التذكرة"(٣/ ١٠٤٥): أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال، فهو شيعي لا رافضي. وقال في "العبر"(٢/ ٢١١): كان فيه تشيع وحط على معاوية. وقال في "المعجم المختص" ص (٣٠٣): كان شيعيًا ينال من الذين حاربوا عليًا -رضي الله عنه -، ونحن نترضّى عن الطائفتين، ونحب عليًا أكثر من خُصومه.
وقد أجاب من نفى عنه ذلك بعدة أجوبة:
١) أنها قصة مكذوبة على أبي عبد الرحمن السلمي، قال السبكي في "طبقاته"(٤/ ١٦٣): والغالب على ظني أن ما عُزِي إلى أبي عبد الرحمن السلمي كذب عليه، ولم يبلغنا أن الحاكم ينال من معاوية، ولا يُظن ذلك فيه، وغاية ما قيل فيه الإفراد في ولاء علي -كرم الله وجهه-، ومقام الحاكم عندنا أجل من ذلك اهـ
قلت: وما ذكره السبكي -رحمه الله تعالي - مجرد ظن عارٍ عن البرهان والدليل، وقد سبق أن بينت أنها قصة صحيحة الإسناد، رجالها كلهم ثقات، ولولا خشية الإطالة لترجمة لكل واحد منهم.
٢) قال السبكي في "طبقاته"(٤/ ١٦٣): ثم إن هذه حكايته لا يحكيها إلا هذا -يعني محمَّد بن طاهر- الذي يخالف الحاكم في المعتقد، فكيف يسع المرءُ بين يدي الله تعالى أن يقبل قوله فيها، أو يعتمد على نقله؟
قلت: وفي هذا الجواب نظر -أيضًا- فقد سبق وأن ذكرت أن ابن الجوزي رواها في "المنتظم" من غير طريق ابن طاهر، فقال: أنبأنا محمَّد