القاضي -رحمه الله- في مجالسه، وكان المجلس له بعد قيام القاضي أبي علي، وانصرف إلى خراسان سنة أربع وأربعين، وعقد له مجلس الدرس والنظر، وسمع الحديث بخراسان من المؤمل بن الحسن بن عيسى، وأبي حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، ومحمد بن حمدون بن خالد وأقرانهم، وبمصر من أصحاب يونس، وأبي إبراهيم المزني وأقرانهما. وبالشام: من أصحاب يوسف بن سعيد، وسليمان بن سيف، وبالبصرة: عن ابن داسة وأقرانه، وبواسط: من ابن شوذب وأقرانه، وعقدت له مجلس الإملاء في دار السُّنة. وقال أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء": تفقه على أبي إسحاق، وخرج معه إلى مصر، وكان متقنًا للمذهب، درس بنيسابور، وأخذ عنه فقهاؤها، وعليه تفقه شيخنا القاضي أبو الطيب الطبري -رحمه الله تعالي-. وقال الذهبي في "النبلاء": العلامة شيخ الشافعية، وهو من أصحاب الوجوه. وقال في "التاريخ": شيخ الشافعية في عصره، رحل في حدود "الأربعين" والثلاثمائة.
توفي عشية الأربعاء، ودفن عشية الخميس السادس من جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن ست وسبعين سنة. وقيل: توفي سنة ثلاث وثمانين. قال المقريزي: والأول أثبت.