عن أبي الوليد، فلما توفي انتقل إلى أبي سهل. وقال الخليلي في "الإرشاد": الفقيه المبرز كان يقدم في الفقه علي من أدركته بنيسابور، وقرأ عليه أبو يعقوب الباوردي، وأبا حامد الإسفراييني، ومن هو أقدم منهما.
سمع: أبا حامد بن بلال، والميداني، ومحمد بن الحسين، والأصم، والأخرم، وأقرانهم، مات بعد الأربعمائة ثقة متفق عليه. وقال عبد الغافر بن إسماعيل في "السياق": إمام أصحاب الحديث بخراسان وفقيههم ومفتيهم بالاتفاق بلا مدافعة، وكان له تبحر في علم الشروط والأدب، وصنف كتابًا في الشروط، وأملى نحوًا من ثلاث سنين، ولولا ما اختُصَّ به من الإقتار وحرفةِ أهل العلم لما تقدم عليه أحد، وقد روى عنه الحاكم مع تقدمه. وقال النووي في "تهذيب الأسماء": من أصحاب الخراسانيين أصحاب الوجوه. وقال الذهبي في "النبلاء": الفقيه العلامة القدوة، شيخ خراسان، كان إمامًا في المذهب متبحرًا في علم الشروط، له فيه مصنَّف، بصيرًا بالعربية، كبير الشأن، وكان إمام أصحاب أصحاب الحديث ومسندهم ومفتيهم. وقال السبكي في "طبقاته": إمام المحدثين والفقهاء بنيسابور بلا مدافعة، وكان شيخًا أديبًا عارفًا بالعربية، سلَّمتْ إليه الفقهاء الفتيا بمدينة نيسابور والمشيخة، وله يد طولى في معرفة الشروط، وصنف فيه كتابًا، وكان مع ذلك فقيرًا، وبقي يملي ثلاث سنين.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتوفي في شعبان سنة عشر وأربعمائة.
قال مقيده -عفا الله عنه-: اختلف في سبب نسبته إلى "الزيادي" فذكر السمعاني في "الأنساب" أنها نسبة إلى بعض الأجداد، قال السبكي، ويؤيده تصريح أبي عاصم العبادي بأنه منسوب بن أبي بشير بن زياد.