من الحديث. وقال أبو الحسن محمَّد بن العباس بن الفرات: كان في ابتداء ما حدث ثقة على حال جميلة، وأصول حسنة صحيحة جيدة، رأيت منهما شيئًا كثيرًا، هذه سبيله، ثم إن ابنه حمله اخر أمره على ادعاء أشياء كثيرة، منها:"المغازي" عن المروزي، و"المبتدأ" عن ابن علويه، و"تاريخ الطبري الكبير"، و"الطهارة" لأبي عبيد، وأشياء غير ذلك، فشرهت نفسه إلى ذلك وقبل منه، واشترى له هذه الكتب من السوق فحدث بها دفعات فانهتك وافتضح. وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: كان له أصول كثيرة جياد بخطه، وحدث بـ "التاريخ الكبير" و"المبتدأ" عن ابن علويه من كتاب ليس له فيه سماع، وكأنه ظن أن هذا يجوز. وقال الذهبي في "النبلاء": الشيخ الصدوق المعمر. وقال في "العبر": لم يكن يعرف شيئًا من الحديث، فأدخلوا عليه وأفسدوه. وقال في "المغني": ضُعِّف. وقال في "الديوان": ضعيف.
توفي ليلة السبت ودفن يوم السبت لليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة -كذا في "تاريخ بغداد"- وفي "النبلاء" وغيره: سنة تسع وستين وثلاثمائة.
قلت:[من سمع منه في أول أمره كأبي نعيم فحديثه صحيح إن حدَّث من أصوله، وحدّث بعد ذلك من كتب غيره شرها فافتضح وترك] وظاهر كلام الذهبي أنه قرأ من كتب غيره كفلة أو تأويلًا، وكلام غيره يدل على أنه فعله شرها عن تعمد، وهذا كافٍ في تركه، والله أعلم.