وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، ولم يخلف يوم مات بهذه الديار أحسن حديثًا منه هذا في الحديث، فأما في علوم الصوفية وأخبارهم ولقاء شيوخهم وكثرة مجالستهم فإنه يوم توفي لم يخلف بخراسان مثله في المتقدم واللُّقي. وقال الذهبي في "النبلاء": الإمام الحافظ، كان واسع الرحلة، حسن التصانيف، صحب أبا بكر الشِّبْلي ببغداد. وقال ابن ناصر الدين الدمشقي في بديعته:
نصر فتى محمدٍ ذا الطُّوسي ... جميل شأنٍ فاضلُ الدُّروسِ
وقال في شرحها: كان حافظًا ناقدًا ثقة، وكان رأسًا في علم التصوف.
ولد في حدود سنة عشر وثلاثمائة.
قال مقيده -عفا الله عنه-: روى عنه الحاكم مرة فقال: أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر. كذا في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" وغيره من كتب البيهقي، فقال محققه الدكتور نايف الدعيس: لم أقف عليه. وقال الدكتور صلاح الدين شكر في تحقيق "القضاء والقدر": لم أجد له ترجمته. وقال الشيخ الحاشدي في تحقيق "الأسماء والصفات": لم أعرفه. وروى عنه في "المستدرك". فقال: حدثني نصر بن محمد العدل ثنا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ -يعني ابن عقدة - وقد جزم في كتاب "رجال الحاكم" بأن نصر محمد هذا هو السمرقندي أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم الحنفي، وهو وهم، بل الصواب أنه الطوسي، والله الموفق.
قلت:[حافظ مصنف رحالة، صلب في السنة، إمام في الزهد].
"المستدرك"(٣/ ٢٠٣)، "المدخل إلي الإكليل"(٧)، "مختصر